الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 479 ] 822 \ 48 - حدثنا الحسين بن إسماعيل ، ثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني ، ثنا أبو عامر العقدي ، ثنا زهير بن محمد ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، عن عمه عمران بن طلحة ، عن أمه حمنة بنت جحش قالت : كنت أستحاض حيضة شديدة كثيرة ، فجئت النبي - صلى الله عليه وسلم - أستفتيه فأخبره ، فوجدته في بيت أختي زينب بنت جحش ، قالت : فقلت : يا رسول الله ، [ ص: 480 ] إني أستحاض حيضة كثيرة شديدة ، فما ترى فيها ؟ فقد منعتني الصلاة والصيام ؟ . قال : " أنعت لك الكرسف ، فإنه يذهب الدم " . قالت : هو أكثر من ذلك ؟ . قال : " فتلجمي " . قالت : هو أكثر من ذلك ؟ . قال : " اتخذي ثوبا " . قالت : هو أكثر من ذلك ، إنما أثج ثجا ؟ . فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - : " سآمرك بأمرين ، أيهما فعلت فقد أجزأ عنك من الآخر ، فإن قويت عليهما فأنت أعلم " قال لها " إنما هذه ركضة من ركضات الشيطان ، فتحيضي ستة أيام أو سبعة أيام في علم الله ، ثم اغتسلي ، حتى إذا رأيت أنك قد طهرت واستنقيت فصلي أربعا وعشرين ليلة ، أو ثلاثا وعشرين وأيامها ، وصومي ، فإن ذلك يجزيك ، وكذلك فافعلي كل شهر ، كما تحيض النساء ، وكما يطهرن لميقات حيضهن وطهرهن ، فإن قويت على أن تؤخري الظهر وتعجلي العصر ، وتغتسلين حتى تطهري ، ثم تصلين الظهر والعصر جميعا ، ثم تؤخرين المغرب وتعجلين العشاء ، ثم تغتسلين وتجمعين بين الصلاتين ، فافعلي ، وتغتسلين مع الفجر ، فصلي وصومي ، إن قدرت على ذلك " . قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " وهذا أعجب الأمرين إلي " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية