الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب الجائحة في بيع الثمار والزرع

                                                                                                          حدثني يحيى عن مالك عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن عن أمه عمرة بنت عبد الرحمن أنه سمعها تقول ابتاع رجل ثمر حائط في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم فعالجه وقام فيه حتى تبين له النقصان فسأل رب الحائط أن يضع له أو أن يقيله فحلف أن لا يفعل فذهبت أم المشتري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تألى أن لا يفعل خيرا فسمع بذلك رب الحائط فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هو له

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          10 - باب الجائحة في بيع الثمار والزرع

                                                                                                          الجائحة لغة : المصيبة المستأصلة ، جمعها جوائح ، وعرفا ما أتلف من معجوز عن دفعه عادة قدرا من ثمر أو نبات .

                                                                                                          1309 1297 - ( مالك ، عن أبي الرجال ) لقب بذلك لأنه كان له أولاد عشرة رجالا كاملين ، وكنيته في الأصل أبو عبد الرحمن ( محمد بن عبد الرحمن ) الأنصاري ( عن أمه عمرة ) بفتح فسكون ( بنت عبد الرحمن ) الأنصارية ( أنه سمعها تقول ) مرسل ، وصله البخاري ومسلم بمعناه كما يأتي عن عائشة ( ابتاع رجل ثمر حائط في زمان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعالجه وقام فيه حتى تبين له النقصان ، فسأل ) مبتاع الثمرة ( رب الحائط ) البستان ، ولم يسم واحد منهما ( أن يضع ) يسقط ( له ) لأجل النقص شيئا من ثمنه ( أو أن يقيله ، فحلف أن لا يفعل ) الوضع ولا الإقالة ( فذهبت أم المشتري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تألى ) بالهمز وشد اللام ، حلف ، مبالغا في النهي ( أن لا يفعل خيرا ، فسمع بذلك رب الحائط ، فأتى ) هو ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا رسول الله هو له ) قال مالك في العتبية : لا أدري قوله : هو له ، هل الوضيعة أو الإقالة ؟ وهذا الحديث وصله الشيخان بمعناه من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة قالت : " سمع رسول الله صلى الله عليه صوت خصوم بالباب عالية أصواتهم ، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول : [ ص: 400 ] والله لا أفعل ، فخرج عليهما - صلى الله عليه وسلم - فقال : أين المتألي على الله لا يفعل المعروف ؟ فقال : يا رسول الله أنا وله ، أي ذلك أحب " . وجمع عياض بينه وبين رواية الموطأ بأن يكون سمع أصواتهما ولم يتبين كلامهما ، فجاءت أم المشتري فأخبرته فخرج .




                                                                                                          الخدمات العلمية