الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5783 - وعن البراء رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مربوعا ، بعيد ما بين المنكبين ، له شعر بلغ شحمة أذنيه ، رأيته في حلة حمراء ، لم أر شيئا قط أحسن منه . متفق عليه .

وفي رواية لمسلم ، قال : ما رأيت من ذي لمة أحسن في حلة حمراء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعره يضرب منكبيه ، بعيد ما بين المنكبين ليس بالطويل ولا بالقصير .

التالي السابق


5783 - ( وعن البراء قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مربوعا ) ، أي : قريبا منه ، وإلا فهو أطول منه ( بعيد ما بين المنكبين ) روي مكبرا ومصغرا ، وروي منصوبا على أنه خبر ثان لكان ، ومرفوعا على حذف المبتدأ ( له شعر بلغ شحمة أذنيه ) ، أي : وصلها . وفي رواية ابن ماجه والترمذي في الشمائل ، عن عائشة رضي الله عنها : كان شعره دون الجمة وفوق الوفرة ، والجمة من شعر الرأس : ما سقط على المنكبين ، والوفرة : شعر الرأس إذا وصل إلى شحمة الأذن ، ولعل اختلاف الروايات باعتبار اختلاف الحالات . ( رأيته في حلة حمراء ) ، أي : فيها خطوط حمر ذكره ابن الملك . وقال ابن الهمام : هي عبارة عن ثوبين من اليمن فيها خطوط حمر وخضر ، لا أنه أحمر بحت . وقال العسقلاني : هي ثياب ذات خطوط . قال ميرك : فلا دليل فيه لمن قال بجواز لبس الأحمر . أقول : ولو حمل على ظاهره ، فلا دلالة أيضا إذ يحتمل أنه من باب الاختصاص ، أو قبل النهي ، أو لبيان الجواز ، فيفيد أن النهي عن الحمرة للكراهة لا للحرمة . ( لم أر شيئا قط أحسن منه ) . وهو أيضا يفيد نفي المساواة عرفا ( متفق عليه ) . ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي .

( وفي رواية لمسلم ، وكذا للثلاثة ( قال : ما رأيت من ذي لمة ) : بكسر وتشديد اللام وتشديد الميم . في النهاية : اللمة من شعر الرأس دون الجمة ، سميت بذلك لأنها ألمت بالمنكبين ، فإذا زادت فهي الجمة . ( أحسن في حلة حمراء من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شعره يضرب ) أي : يصل ( منكبيه ، بعيد ما بين المنكبين ) بالرفع ( ليس بالطويل ولا بالقصير ) أي : المعيوبين .




الخدمات العلمية