الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1216 - وعن شريق الهوزني ، قال : دخلت على عائشة فسألتها : بم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح إذا هب من الليل ، فقالت : سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، كان إذا هب من الليل ؟ كبر عشرا ، وحمد الله عشرا ، وقال : " سبحان الله وبحمده عشرا " ، وقال : " سبحان الملك القدوس " عشرا ، واستغفر الله عشرا ، وهلل الله عشرا ، ثم قال : " اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا وضيق يوم القيامة " عشرا ، ثم يفتتح الصلاة . رواه أبو داود .

التالي السابق


1216 - ( وعن شريق ) : كأمير ( الهوزني ) : بفتح الهاء والزاي منسوب إلى بطن من ذي الكلاع كذا في الأنساب ، وقال في الجامع : حمصي مقبول تابعي ، ( قال : دخلت على عائشة فسألتها : بم كان ) ، أي : بأي شيء كان ( رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح ) ، أي : يبتدئ من الأذكار . ( إذا هب ) ، أي : استيقظ ( من الليل ؟ ) : قال الطيبي ، أي : من نوم الليل والإضافة بمعنى : " في " ( فقالت : سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك ) : وفي هذا تحسين لسؤاله ، وتزيين لمقاله ، وتأسف على غفلة الناس عن حال . ( كان إذا هب ) ، أي : تنبه ( من الليل كبر عشرا ) : بدأ في هذا الحديث بوصف الكبرياء والعظمة ، المتضمن لسائر النعوت المكرمة . ( وحمد الله عشرا ، وقال " سبحان الله وبحمده عشرا " ، وقال : " سبحان الملك القدوس " ) ، أي : المنزه عن كل عيب وآفة ( عشرا ، واستغفر الله عشرا ) : اعترافا بالتقصير ( وهلل الله عشرا ) : وفي ختم الأذكار بالتوحيد إشارة لطيفة لأهل التجريد والتفريد ، وقول ابن حجر : أي رفع صوته بتوحيده ، لا دلالة للحديث عليه ، ( ثم قال : " اللهم إني أعوذ بك من ضيق الدنيا " ) ، أي : شدائدها ; لأن من به مشقة من مرض أو دين أو ظلم صارت الأرض عليه بعينه ضيقة . ( " وضيق يوم القيامة " ) ، أي : شدائد أحوالها وسكرات أهوالها ( عشرا ) : صار المجموع سبعين المعبر عنه بالكثرة ( ثم يفتتح الصلاة ) ، أي : صلاة التهجد ( رواه أبو داود ) : قال ميرك : والنسائي وابن ماجه ، وابن حبان في صحيحه ، وألفاظهم متقاربة ، كذا في تصحيح المصابيح .




الخدمات العلمية