الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1321 - وعن مورق العجلي ، قال : قلت لابن عمر : تصلي الضحى ؟ قال : لا ، قلت : فعمر ؟ قال : لا ، قلت : فأبو بكر ؟ قال : لا ، قلت : فالنبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا إخاله . رواه البخاري .

التالي السابق


1321 - ( وعن مورق ) : بالتشديد اسم فاعل ( العجلي ) : بكسر فسكون نسبة إلى بني عجل قبيلة . ( قال : قلت لابن عمر : تصلي الضحى ؟ ) : بحذف أداة الاستفهام . ( قال : لا ، قلت : فعمر ؟ ) ، أي : كان يصليها ؟ ( قال : لا ، قلت : فأبو بكر ؟ ) ، أي : كان يصليها ؟ ( قال : لا ) : قال ابن حجر : وكان حكمة تقديم عمر ، مع أن الصديق أفضل منه وأعلم أن الإنسان يطلع من حال أبيه على ما لم يطلع عليه من أفعال غيره . قلت : هذا محمول على أن الفاء للتعقيب ، والصواب أنها للترقي لقوله : ( قلت : فالنبي صلى الله عليه وسلم ) : كان يصليها ( قال : لا إخاله ) : بكسر الهمزة وهو الأفصح ، وقد تفتح وهو القياس ، أي : لا أظنه . ( رواه البخاري ) : في شرح السنة . كره بعضهم صلاة الضحى ، روي عن أبي بكرة أنه رأى ناسا يصلون الضحى ، فقال : أما إنهم يصلون صلاة ما صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال النووي : الجمع بين حديثي عائشة في نفي صلاة الضحى عن النبي صلى الله عليه وسلم وإثباتها في حديث غيرها ، هو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصليها في بعض الأوقات لفضلها ، ويتركها في بعضها خشية أن تفرض ، ويشبه أنه عليه الصلاة [ ص: 984 ] والسلام لم يحضر عندها وقت الضحى إلا نادرا ، ويصليها في المسجد أو غيره ، وإذا كان عند نسائه ، ولها يوم من تسعة أيام ، ولم يصل فيه صح قولها ما رأيته يصليها ، أو نقول معناه ما رأيته يداوم عليها ، وأما ما روي عن ابن عمر أنه قال : صلاة الضحى بدعة ، فمحمول على أن صلاتها في المسجد والتظاهر بها بدعة ; لأن أصلها أن تصلى في البيوت ، أو نقول إن ابن عمر لم يبلغه فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمره بذلك ، أو يقال المواظبة بدعة ; لأنه - عليه الصلاة والسلام - لم يواظب خشية الافتراض اهـ . ما ذكره الطيبي .

قال منلا حنفي : ولا شك أنه ارتفع بعده - عليه الصلاة والسلام - خوف توهم أن تكون فرضا ، فالصواب أن يقال : المواظبة عليها مستحبة ، وهذا مذهب أكثر العلماء والمشايخ ، كما صرح به بعض المحققين .




الخدمات العلمية