الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1625 - وعن حصين بن وحوح : أن طلحة بن البراء مرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده فقال : إني لا أرى طلحة إلا قد حدث به الموت فآذنوني به وعجلوا ، فإنه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله . رواه أبو داود .

التالي السابق


1625 - ( وعن حصين بن وحوح ) بفتح أوله وسكون المهملة . ( أن طلحة بن البراء ) قال المؤلف : هو الأنصاري الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : لما مات وصلى عليه " اللهم الق طلحة وأنت تضحك إليه ويضحك إليك " عداده في أهل الحجاز ، روى عنه حصين بن وحوح . ( مرض فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوده فقال : إني لا أرى ) بضم الهمز أي : لا أظن . ( طلحة إلا قد حدث ) أي : ظهر . ( به الموت فآذنوني ) بالمد وكسر الذال وسكون الهمزة وفتح الذال أي : أعلموني . ( به ) أي : بموته حتى أصلي عليه كما في رواية وعجلوا ) أي : غسله وتجهيزه وتكفينه ودفنه . ( فإنه ) أي : الشأن ( لا ينبغي لجيفة مسلم ) أي : جثته . ( أن تحبس ) أي : تقام وتوقف . قال الطيبـي : وصف مناسب للحكم بعدم الحبس ، وذلك أن المؤمن عزيز مكرم فإذا استحال جيفة ونتنا استقذره النفوس وتنبو عنه الطباع ; فينبغي أن يسرع فيما يواريه فيستمر على عزته فذكر الجيفة هنا كذكر السوأة في قوله تعالى : كيف يواري سوأة أخيه السوأة الفضيحة لقبحها قال ميرك : ليس في قوله : جيفة مسلم دليل على نجاسته كما زعم . ( بين ظهراني أهله ) أي : بين أهله والظهر مقحم ، والعرب تضع الاثنين مقام الجمع ، قال ميرك نقلا عن الأزهار : يقال : هو بين ظهراني أهله أي : أقام بينهم على سبيل الاستظهار أو الاستناد إليهم ، كأنه بين ظهريهم ظهر منهم قدامه ، وظهر وراءه فهو بهم مكفوف من جانبه أو من جوانبه ، إذا قيل : بين أظهرهم واستعمل في الإقامة بين القوم مطلقا ، والألف والنون زائدتان أي : لا تتركوا الميت زمانا طويلا لئلا ينتن ويزيد حزن أهله عليه اهـ . وبهذا التحقيق المعنوي ظهر بطلان قول ابن حجر : والتثنية فيه لفظية فقط . ( رواه أبو داود ) قال ميرك : وسكت عليه .




الخدمات العلمية