الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3809 - وعن أنس رضي الله عنه ، أن الربيع بنت البراء ، وهي أم حارثة بن سراقة ، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ! ألا تحدثني على حارثة ، وكان قتل يوم بدر ، أصابه سهم غرب ، فإن كان في الجنة صبرت ، وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء . فقال : يا أم حارثة إنها جنان في الجنة ، وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى " . رواه البخاري .

التالي السابق


3809 - ( وعن أنس رضي الله عنه أن الربيع ) : بضم الراء وفتح الموحدة وتشديد التحتية المكسورة ، صحابية وهي عمة أنس بن مالك ، ( بنت البراء ) : أي ابن عازب صحابيان مشهوران ( وهي ) : أي الربيع ( أم حارثة بن سراقة ) : بضم أوله . قال المصنف : شهد بدرا وقتل فيها شهيدا ، وهو أول من قتل شهيدا من الأنصار يومئذ ، وقد جاء في صحيح البخاري : أن اسمها أم الربيع ، والذي في كتب أسماء الصحابة أنها الربيع ، وهو الصحيح . ( أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا نبي الله ! ألا تحدثني عن حارثة ) : أي عن حاله ومآله ( وكان قتل يوم بدر أصابه سهم غرب ) : يجوز بالإضافة ، والصفة ، وبسكون الراء وفتحها ; أي لا يدرى راميه ، وقيل : بالسكون إذا أتاه من حيث لا يدرى راميه ، وبالفتح إذا رماه فأصاب غيره ، كذا في النهاية ، وقيل : بالوصف إذا لم يعرف راميه ، وبالإضافة هو المتخذ من شجر الغرب ( فإن كان ) : أي حارثة ( في الجنة صبرت ) : أي عن إظهار البكاء شكرا لما أنعم عليه ( وإن كان غير ذلك ) : بالرفع ، وفي نسخة بالنصب على أن كان تامة ، أو ناقصة ( اجتهدت عليه ) : أي على حارثة ( في البكاء ) : أي كما هو دأب النساء . ( فقال : يا أم حارثة إنها ) : قال الطيبي : هو ضمير مبهم يفسره ما بعده من الخبر كقولهم : هي العرب تقول ما شاءت ، أو الضمير للقصة ، والجملة بعدها خبرها ، أو هي ( جنان في الجنة ) : التنوين للتعظيم ، والمراد بها درجات فيها لما ورد : إن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها ، وهذا معنى قوله : ( وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى . رواه البخاري ) .




الخدمات العلمية