الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4937 - وعن أبي الطفيل - رضي الله عنه - قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم لحما بالجعرانة إذ أقبلت امرأة حتى دنت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبسط لها رداءه ، فجلست عليه . فقلت من هي ؟ ، فقالوا : هي أمه التي أرضعته . رواه أبو داود .

التالي السابق


4937 - ( وعن أبي الطفيل ) : بالتصغير وهو آخر من مات من الصحابة على وجه الأرض ( قال : رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم لحما بالجعرانة ) : بكسر جيم فسكون عين وتخفيف راء ، وقد يكسر ويشدد الراء على ما في بعض النسخ ( إذ أقبلت امرأة ) وهي حليمة ( حتى دنت ) أي : قربت ( إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بسط لها رداءه ، فجلست عليه ) إما لعدم التكلف على ما هو دأب العرب أو لوجود أمر هناك . قيل : فيه إشارة إلى وجوب رعاية الحقوق القديمة ، ولزوم إكرام من له صحبة سابقة ( فقلت ) أي : لبعضهم ( من هي ؟ فقالوا : هذه ) وفي نسخة : هي ( أمه التي أرضعته ) في المواهب اللدنية ، أما أمه في الرضاعة ، فحليمة بنت أبي ذؤيب من هوازن ، وهي التي أرضعته حتى أكملت رضاعه ، وجاءته عليه السلام يوم حنين فقام إليها وبسط رداءه لها ، فجلست عليه ، وكذا ثويبة جارية أبي لهب أيضا ، واختلف في إسلامها ، كما اختلف في إسلام حليمة وزوجها والله أعلم . وكانت ثويبة تدخل عليه - صلى الله عليه وسلم - بعد أن تزوج خديجة ، فكانت تكرمها ، وأعتقها أبو لهب ، وكان عليه السلام يبعث إليها من المدينة بكسوة وصلة حتى ماتت بعد فتح خيبر . ذكره أبو عمرو . ( رواه أبو داود ) .




الخدمات العلمية