الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ سبيل السلامة من اللحن ] :

( والأخذ ) للأسماء والألفاظ ( من أفواههم ) ; أي : العلماء بذلك الضابطين له ممن أخذه أيضا عمن تقدم من شيوخه ، وهلم جرا ، ( لا ) من بطون ( الكتب ) أو الصحف من غير تدريب المشايخ .

( أدفع للتصحيف ) وأسلم من التبديل والتحريف ، ( فاسمع ) أيها الطالب ما أقوله لك ، ( وادأب ) أي : جد في تلقيه عن المتقنين المتقين ، وقد روينا عن سليمان بن موسى أنه قال : كان يقال : لا تأخذوا القرآن من مصحفي ، ولا العلم من صحفي . وقال ثور بن يزيد : لا يفتي الناس صحفي ، ولا يقرئهم مصحفي . ولله در القائل :


ومن بطون كراريس روايتهم لو ناظروا باقلا يوما لما غلبوا     والعلم إن فاته إسناد مسنده
كالبيت ليس له سقف ولا طنب

في أهاجي كثيرة للمتصف بذلك أورد منها العسكري في ( التصحيف ) نبذة ، وكذا أورد فيه مما مدح به خلف الأحمر :

لا يهم الحاء بالقراءة بالخاء ولا يأخذ إسناده من الصحف وقد استدل بعضهم بقول عمران بن حصين رضي الله عنهما - لما حدث بحديث [ ص: 166 ] عن النبي صلى الله عليه وسلم .

وقال له بشير بن كعب : ( إن في الحكمة كذا - : أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحدثني عن الصحف ) . لذلك ، وروينا في ( مسند الدارمي ) عن الأوزاعي أنه قال : ما زال هذا العلم عزيزا يتلقاه الرجال حتى وقع في الصحف ، فحمله أو دخل فيه غير أهله .

إذا علم هذا فاللحن - كما قال صاحب ( المقاييس ) : - بسكون الحاء ، إمالة الكلام عن جهته الصحيحة في العربية ، يقال : لحن لحنا . قال : وهو عندنا من الكلام المولد ; لأن اللحن محدث لم يكن في العرب العاربة ، واللحن بالتحريك الفطنة ، يقال : لحن لحنا فهو لحن ولاحن ، وفي الحديث : ( لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض ) .

وذكر الخطابي مثله وقال : يقال في الفطنة : لحن بكسر الحاء يلحن بفتحها ، وفي ( الزيغ عن الإعراب ) : لحن بفتح الحاء .

التالي السابق


الخدمات العلمية