الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  ( 417 حدثني أبو أسامة الحلبي ، ثنا حجاج بن أبي منيع الرصافي ، ثنا جدي ، عن الزهري ، أخبرني ابن أخي أبي رهم الغفاري ، أنه سمع أبا رهم ، وكان من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين بايعوا تحت الشجرة ، يقول : غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك ، فلما قفل سرى ليلة بالأخضر ، فسرت قريبا منه ، وألقي علينا النعاس ، فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته فيفزعني دنوها ، حتى خشيت أن أصيب رجله في الغرز فأؤخر راحلتي ، حتى غلبتني عيني في بعض الليل فزاحمت راحلتي راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الغرز فأصابت رجله ، فلم أستيقظ إلا بقوله : " حس " ، فقلت : يا رسول الله استغفر لي ، فقال : " سر " ، فطفق النبي - صلى الله عليه وسلم - يسألني عمن تخلف [ ص: 185 ] من بني غفار ، فأخبرته فقال وهو يسألني : " ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط ؟ " ، فحدثته بتخلفهم ، فقال : " ما فعل النفر السود الجراد القصار الذين لهم نعم بشظية شرخ ؟ " ، قال : فتذكرت في بني غفار فلم أذكرهم ، حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم وقد تخلفوا ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله ؟ ، فإن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون من قريش ، والأنصار ، وأسلم ، وغفار " . " فرواه محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، وبين ابن أخي أبي رهم ابن أكيمة " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية