الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  7365 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، ثنا خالد بن يوسف السمتي ، ثنا أبو عوانة ، عن عاصم ، عن زر ، عن صفوان بن عسال ، قال زر : أتيته فقال : ما جاء بك ؟ فقلت : ابتغاء العلم ، فقال : إنه ليس من امرئ مسلم يطلب العلم إلا تضع له الملائكة أجنحتها رضى بما يفعل ، فقلت له : إنك امرؤ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنه حك في صدري شيء من المسح على [ ص: 61 ] الخفين بعد الغائط والبول ، فأخبرني بشيء إن كنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين أن نمسح على خفافنا ثلاث ليال وأيامهن ، وأن لا نخلعهما إلا من جنابة ، ولكن من غائط ، أو بول ، أو نوم " .

                                                                  فقلت له : هل سمعته يقول في الهوى شيئا ؟ فقال : نعم ، كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة - أو عمرة - فإذا أعرابي قد أقبل على راحلته حتى إذا كان في أخريات القوم جعل ينادي بصوت له جهوري : يا محمد ، يا محمد . فقيل : ويلك ، اغضض من صوتك ، فإنك أمرت بذلك قال : والله ، لا أفعل حتى أسمعه ، وإذا هو أعرابي جاف جلف ، فلما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته قال : " هاؤم " . قال : أرأيت رجلا أحب قوما ، ولما يلحق بهم ، فقال : " ذاك مع من أحب " .

                                                                  فلم يبرح يحدثنا حتى حدثني " أن قبل المغرب بابا مفتوحا للتوبة ، مسيرة عرضه سبعين سنة ، لا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من نحوه ، فإذا طلعت من نحوه " ، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا
                                                                  .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية