الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  59 - إياس بن معاذ الأنصاري 805 - حدثنا محمد بن هشام بن أبي الدميك ، ثنا علي بن المديني ، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، حدثني أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ ، أخو بني عبد الأشهل ، عن محمود بن لبيد ، أخي بني عبد الأشهل ، قال : لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة ومعه فتية من بني عبد الأشهل فيهم إياس بن معاذ ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج ، سمع بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأتاهم فجلس إليهم ، فقال : " هل لكم إلى خير مما جئتم له ؟ " قالوا : وما ذاك ؟ قال : " أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بعثني إلى العباد أدعوهم إلى أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ، وأنزل الله علي الكتاب " ثم شرع لهم الإسلام وتلا عليهم القرآن ، فقال إياس بن معاذ وكان غلاما حدثا : أي قومي ، هذا والله خير مما جئتم له ، قال : فأخذ أبو الحيسر أنس بن رافع حفنة من البطحاء ، فضرب بها في وجه إياس ، وقال : دعنا منك فلعمري لقد جئنا لغير هذا ، قال : فصمت إياس ، وقام عنهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وانصرفوا إلى المدينة ، فكانت وقعة بعاث بين الأوس والخزرج ، ثم لم يلبث إياس بن معاذ أن هلك قال محمود بن لبيد : " فأخبرني من حضره من قومه عند موته أنهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ، ويكبره ، ويحمده ، ويسبحه حتى مات ، فما كانوا يشكون أن قد مات مسلما ، لقد كان استشعر الإسلام في ذلك المجلس حين سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما سمع " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية