الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        قال : ( ومهر مثلها يعتبر بأخواتها وعماتها وبنات أعمامها ) لقول ابن مسعود رحمه الله : لها مهر مثل نسائها لا وكس فيه ولا شطط وهن أقارب الأب ، ولأن الإنسان من جنس قوم أبيه وقيمة الشيء إنما تعرف بالنظر في قيمة جنسه ( ولا يعتبر بأمها وخالتها إذا لم تكونا من قبيلتها ) لما بينا ( فإن كانت الأم من قوم أبيها بأن كانت بنت عمه فحينئذ يعتبر بمهرها ) لما أنها من قوم أبيها ( ويعتبر في مهر المثل أن تتساوى المرأتان في السن والجمال والمال والعقل والدين والبلد والعصر ) ; لأن مهر المثل يختلف باختلاف هذه الأوصاف ، وكذا يختلف باختلاف الدار والعصر قالوا ويعتبر التساوي أيضا في البكارة ; لأنه يختلف بالبكارة والثيوبة .

                                                                                                        [ ص: 374 ]

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        [ ص: 374 ] الحديث الثاني : قال عليه السلام : " { لها مهر مثل نسائها }" ; قلت : أخرجه الأئمة الأربعة في " سننهم " عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة ، واللفظ للترمذي ; قال : { سئل ابن مسعود عن رجل تزوج امرأة ، ولم يفرض لها صداقا ، ولم يدخل بها حتى [ ص: 375 ] مات ، فقال ابن مسعود : لها مثل صداق نسائها ، لا وكس ولا شطط ، وعليها العدة ، ولها الميراث ، فقام معقل بن سنان الأشجعي ، فقال : قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق امرأة منا مثل ما قضيت ، ففرح بها ابن مسعود }انتهى .

                                                                                                        قال الترمذي : حديث حسن صحيح ; وروي عن الشافعي أنه رجع بمصر ، وقال بحديث بروع انتهى .

                                                                                                        وأخرجه النسائي عن زائدة بن قدامة عن منصور به ، وقال : فقام رجل من أشجع ، ولم يسمه ، وأخرجه أيضا عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله بنحوه ، وقال : فقام أناس من أشجع ، ولم يسمهم ، وبهذا السند رواه الحاكم في " المستدرك " ، وقال : صحيح على شرط مسلم ; وأخرجه أبو داود أيضا عن قتادة عن خلاس ، وأبي حسان عن عبد الله بن عتبة بن مسعود { أن ابن مسعود أتي في رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ، فمات عنها ، ولم يدخل بها ، فقال : أقول : إن لها صداقا كصداق نسائها ، لا وكس ولا شطط ، ولها الميراث ، وعليها العدة ، فإن يك صوابا فمن [ ص: 376 ] الله وإن يك خطأ فمني ومن الشيطان ، والله ورسوله بريئان ، فقام ناس من أشجع فيهم الجراح ، وأبو سنان ، فقالوا : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في بروع بنت واشق وإن زوجها هلال بن مرة الأشجعي كما قضيت ، قال : ففرح ابن مسعود فرحا شديدا حين وافق قضاؤه قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم }انتهى .

                                                                                                        وبهذا السند والمتن رواه أحمد في " مسنده " ، قال الدارقطني في " كتاب العلل " : أحسن أسانيده حديث قتادة ، إلا أنه لم يحفظ اسم الراوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى .

                                                                                                        ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " ، وأحمد في " مسنده " ; ومن طريق أحمد رواه الحاكم في " المستدرك " وقال : صحيح [ ص: 377 ] على شرط الشيخين .

                                                                                                        وعن ابن أبي شيبة رواه ابن ماجه في " سننه " بسنده ومتنه ، سواء ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عبد الله ، وسموه معقل بن سنان الأشجعي ، ورواه البيهقي في " سننه " .

                                                                                                        وقال : قال الشافعي : لم أحفظه من وجه يثبت ، فمرة يقال : معقل بن سنان ، ومرة يقال معقل بن يسار ، ومرة عن بعض أشجع ، ولا يسمى ، قال البيهقي : وهذا الاختلاف لا يؤثر في [ ص: 378 ] الحديث ، فإن جميع هذه الروايات إسنادها صحيح ، وفي بعضها ما دل على أن جماعة من أشجع شهدوا بذلك ، فإن بعض الرواة سمى واحدا ، وبعضهم سمى آخر ، وبعضهم سمى اثنين ، وبعضهم لم يسم ، وبمثله لا يرد الحديث ، ولولا ثقة من رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم لما [ ص: 379 ] كان لفرح عبد الله بن مسعود بروايته معنى ، وهذا عبد الرحمن بن مهدي إمام من أئمة الحديث ، قد رواه ، وذكر سنده ، وقال : هذا إسناد صحيح ، وقد سمى فيه معقل بن سنان ، وهو صحابي مشهور ، ورواه يزيد بن هارون وهو أحد الحفاظ مع عبد الرحمن بن مهدي وغيره بإسناد صحيح . وذكر سنده انتهى كلامه . ورواه محمد بن الحسن في " كتاب الآثار " حدثنا أبو حنيفة عن حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم النخعي عن عبد الله بن مسعود ، فذكره . وسماه معقل بن يسار الأشجعي .




                                                                                                        الخدمات العلمية