الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        ( ويجعله ) أي الميت [ ص: 304 - 307 ] ( في أكفانه ويجعل الحنوط على رأسه ولحيته ، والكافور على مساجده ) لأن التطيب سنة ، والمساجد أولى بزيادة الكرامة .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        قوله : ولأن التطيب سنة ، قلت : أخرج الحاكم في " المستدرك " عن حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ثنا الحسن بن صالح عن هارون بن سعيد عن أبي وائل ، قال : كان عند علي رضي الله عنهم سك ، فأوصى أن يحنط به ، وقال : هو فضل حنوط رسول الله صلى الله عليه وسلم . انتهى وسكت ، ورواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا حميد بن عبد الرحمن به ، ورواه البيهقي في " سننه " ، قال النووي : إسناده حسن { حديث آخر } : أخرجه الحاكم أيضا عن صدقة بن موسى ثنا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة { عن عبد الله بن معقل ، قال : إذا أنا مت ، فاجعلوا في آخر غسلي كافورا ، وكفنوني في بردين وقميص ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم فعل به ذلك }. انتهى وسكت عنه أيضا .

                                                                                                        { حديث آخر } : حديث أبي بن كعب المتقدم في قصة آدم ، رواه الحاكم ، وصححه [ ص: 308 ]

                                                                                                        { حديث آخر } : أخرجه الحاكم ، وصححه وابن حبان في " صحيحه " عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إذا أجمرتم الميت ، فأوتروا }. انتهى وفي حديث أم عطية المخرج في الكتب الستة ، قال لهن عليه الصلاة والسلام : { اغسلنها ثلاثا ، أو خمسا ، واجعلن في الآخرة كافورا } ، وفي حديث المحرم الذي وقصته راحلته ، المخرج في الصحيحين ولا تحنطوه ، وفي لفظه : ولا تمسوه طيبا ، دليل على أن التطيب للميت كان مسنونا عندهم وأن المعروف لغير المحرم الحنوط والطيب .

                                                                                                        الآثار : روى ابن أبي شيبة في " مصنفه " حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن همام عن شيخ من أهل الكوفة ، يقال له : زياد عن إبراهيم عن ابن مسعود ، قال : يوضع الكافور على مواضع سجود الميت . انتهى .

                                                                                                        ورواه البيهقي ، وأخرج عبد الرزاق في " مصنفه " عن سلمان أنه استودع امرأته مسكا ، فقال : إذا مت فطيبوني به ، فإنه يحضرني خلق من خلق الله ، لا ينالون من الطعام والشراب ، يجدون الريح ، وأخرج عن الحسن بن علي أنه لما غسل الأشعث بن قيس دعا بكافور ، فجعله على وجهه ، وفي يديه ، ورأسه ، ورجليه ، ثم قال : أدرجوه . انتهى وأخرج مسلم في الطيب عن الخدري مرفوعا : إن أطيب طيبكم المسك انتهى ورواه أبو داود والنسائي في " الجنائز " ، وبوبا عليه " باب الطيب للميت " ، ولم أعرف مطابقته للباب ، والله أعلم .




                                                                                                        الخدمات العلمية