الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                        [ ص: 351 - 353 ] ( فإذا وضع في لحده ) ( يقول واضعه : باسم الله ، وعلى ملة رسول الله ) كذا قاله رسول الله حين وضع أبا دجانة رضي الله عنه في القبر .

                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                        الحديث الخامس عشر : قال المصنف رحمه الله : فإذا وضع في لحده ، يقول واضعه : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله ، كذا قال النبي صلى الله عليه وسلم حين وضع أبا دجانة الأنصاري في القبر ، قلت : هكذا وقع في " " الهداية والمبسوط " ، وهو وهم ، فإن أبا دجانة الأنصاري توفي بعد النبي صلى الله عليه وسلم في وقعة اليمامة ، وكانت في شهر ربيع الأول سنة اثنتي عشرة ، في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، كذا ذكره ابن أبي خيثمة في " تاريخه " وروى الواقدي في " كتاب الردة " له : حدثني عبد العزيز بن أنس الصفري عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد ، قال : كان مسيلمة الكذاب رجلا من اليمامة من بني حنيفة ، وكان قد ادعى النبوة ، فذكر القصة بطولها ، إلى أن قال : وحدثني معاذ بن محمد عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أم سعد بنت سعد بن الربيع ، قالت : رأيت نسيبة بنت كعب ، ويدها مقطوعة ، فقلت لها : متى قطعت يدك ؟ قالت : يوم اليمامة ، كنت مع الأنصار ، فانتهينا إلى حديقة ، فاقتتلوا عليها ساعة ، حتى قال أبو دجانة الأنصاري ، واسمه : سماك بن خرشة : احملوني على الترسة ، حتى تطرحوني عليهم ، فأشغلهم ، فحملوه على الترسة ، وألقوه فيهم ، فقاتلهم حتى قتلوه رحمه الله ، قالت : فدخلت ، وأنا أريد عدو الله مسيلمة الكذاب ، فعرض إلي رجل منهم ، فضربني ، فقطع يدي ، فوالله ما عرجت عليها ، ولم أزل حتى وقعت على الخبيث مقتولا ، وابني يمسح سيفه بثيابه ، فقلت له : أقتلته يا بني ؟ قال : نعم يا أماه ، فسجدت لله شكرا ، قال : وابنها ، هو : عبد الله بن زيد بن عاصم ، قال : وحدثني موسى بن بكر عن ابن أبي زينب ، قال : سألت سالم بن عبد الله ، كم قتل من المسلمين [ ص: 354 ] يوم اليمامة ؟ قال : ستمائة من المهاجرين والأنصار وغير ذلك ، ثم عقد " بابا في أسمائهم " ، وذكر منهم أبا دجانة الأنصاري سماك بن خرشة ، وقال : إنه شهد بدرا ، وفي " معجم الطبراني في ترجمة أبي دجانة " أسند عن محمد بن إسحاق ، قال في تسمية من استشهد يوم اليمامة من الأنصار : أبو دجانة سماك بن خرشة . انتهى .

                                                                                                        والحديث روي من طرق : فروى ابن ماجه من حديث الحجاج بن أرطاة عن نافع عن ابن عمر ، قال : { كان النبي عليه السلام إذا دخل الميت القبر ، قال : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله }. انتهى وزاد الترمذي بلفظ : بسم الله ، وبالله ، وعلى ملة رسول الله ، وقال : حسن غريب من هذا الوجه . انتهى .

                                                                                                        ورواه أبو داود في " سننه " من حديث همام عن قتادة عن أبي الصديق الناجي عن ابن عمر نحوه ، بلفظ : بسم الله ، وعلى سنة رسول الله ، وبهذا الإسناد رواه ابن حبان في " صحيحه " في النوع الثاني عشر ، من القسم الخامس ، والحاكم في " المستدرك " ، بلفظ : { إذا وضعتم موتاكم في قبورهم ، فاقرءوا لهم : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله }. انتهى قال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، وهمام بن يحيى ثبت مأمون ، إذا أسند هذا الحديث لا يعلل بمن وقفه ، وقد وقفه شعبة انتهى ورواه البيهقي ، وقال : تفرد برفعه همام بن يحيى بهذا الإسناد ، وهو ثقة ، إلا أن شعبة ، وهشاما الدستوائي روياه عن قتادة موقوفا على ابن عمر . انتهى وقال الدارقطني في الموقوف : هو المحفوظ ، قلت : قد رواه ابن حبان في " صحيحه " من حديث شعبة عن قتادة به مرفوعا ، { أن النبي عليه السلام كان إذا وضع الميت في قبره ، قال : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله }. انتهى وروى الطبراني في " معجمه الأوسط " حدثنا محمد بن أبان ثنا سوار بن سهل المخزومي ثنا سعيد بن عامر الضبعي عن سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن ابن عمر مرفوعا باللفظ الأول ، أعني لفظ الحاكم .

                                                                                                        [ ص: 355 ] حديث آخر } : روى الطبراني في " معجمه " حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ثنا علي بن بحر ثنا علي بن بشر بن إسماعيل حدثني { عبد الرحمن بن العلاء بن اللجلاج عن أبيه ، قال : قال لي أبي اللجلاج أبو خالد : يا بني إذا أنا مت فألحدني ، فإذا وضعتني في لحدي ، فقل : بسم الله ، وعلى ملة رسول الله ، ثم شن علي التراب شنا ، ثم اقرأ عند رأسي بفاتحة البقرة ، وخاتمتها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك }. انتهى .




                                                                                                        الخدمات العلمية