الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                [ ص: 301 ] فرع

                                                                                                                قال : قال أشهب : لا شفعة في جريد النخل وسعفها لأنه لا يصلح بيعه قبل إبان قطعه .

                                                                                                                فرع

                                                                                                                قال : قال محمد : إذا اشترى أصولا فيها ثمر مؤبر بغير ثمرها جاز شراؤه الثمر قبل طيبها ، وكأنهما صفقة واحدة ، وشفع فيها الشريك ، وليس له أخذ أحدهما دون الآخر ; فإن اشترى النصف من الأصول ، ثم نصف الثمر بعد طيبها له إشفاع أحدهما ، وكليهما ; فإن اشتراهما بعد الطيب في صفقة واحدة فلا يأخذهما إلا جميعا كقول ابن القاسم في الجائحة إذا اشتراهما بعد الطيب في صفقة لا جائحة فيهما ، وإن اشترى الأصل ثم الثمرة : ففيها الجائحة عنده ، وإن اشتراها بعد طيبها بعد شراء الأصل أو معه فلا جائحة ، قال أشهب : لو باعا حائطهما وفيه ثمرة ، ثم باع أحدهما نصيبه منها فلا شفعة لعدم شركتهما في الأرض ، قال محمد : ولو اشترى ثمرة قبل زهوها ثم اشترى الرقاب بعد طيب الثمرة فالشفعة في الأصول فقط ، ويفسخ بيع الثمرة وترد ، لأنها إنما فاتت بالطيب في نخل البائع ، ولو جذها المبتاع يابسة أو رطبة ردها أو مثلها إن فاتت ، أو قيمتها يوم الجذاذ إن جهلت المكيلة ، ولو اشترى الأصول قبل طيب الثمرة ، فطيبها في الشجر فوت لأنها فاتت في نخل المبتاع ، ويرد قيمتها يوم العقد في الأصول ، ويومئذ تجب فيها الشفعة بالقيمة ، وفي الأصول بالثمن ، لأن الثمرة إنما وجبت بملكه الأصل فهي كصفقة واحدة وليس في المسألة الأولى شفعة لطيبها في يد البائع .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية