الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                مسألة

                                                                                                                الرغبة ، والرهبة لغير الله تعالى إن أريد بها خوف الظلمة ، أو السباع ، أو الغلاء ، أو الأمراض إن سلط الله تعالى بعض ذلك ، فهذا لا ينهى عنه ، وقد يؤمر به كما أمرنا أن لا نقدم على الوباء ، وأن نفر من المجذوم فرارنا من الأسد ، وإن أريد بها أنا نخاف الأسباب ، والخلق من حيث هم هم بحيث نعصي الله تعالى لأجلهم فهذا حرام ، وهو معنى قوله : ( ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله ) ، قال أرباب المعاني : فتنة الناس مؤلمة وعذاب الله كذلك ، [ ص: 254 ] فالشبه واقع ، فلم أنكر التشبيه ؟ وأجابوا بأن عذاب الله تعالى حاث على طاعته ، ومانع من مخالفته ، هذا وضعه ، فمن أوذي في طاعة الله أي بسببها فجعل ذلك حاثا على طاعة الخلق في موافقتهم على ترك الطاعة ، وملابسة المعصية فهذا جعل فتنة الناس كعذاب الله ، فاستحق الذم في إيقاع الشبه بينهما من هذا الوجه .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية