الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي : " والإبل أحب إلي أن يضحى بها من البقر ، والبقر من الغنم ، والضأن أحب إلي من المعز " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : أفضل الضحايا الثني من الإبل ، ثم الثني من البقر ، ثم الجذع من الضأن ، ثم الثني من المعز .

                                                                                                                                            [ ص: 78 ] وقال مالك : الجذع من الضأن أفضلها ، لما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : أفضل الذبح الجذعة من الضأن ، ولو علم الله خيرا منها لفدى به إسحاق ، ولأنها أطيب لحما وأشهى إلى النفوس فكانت أفضل .

                                                                                                                                            ودليلنا قوله تعالى : والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير [ الحج : 36 ] .

                                                                                                                                            روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : أكرموا الإبل فإن فيها رقو الدم .

                                                                                                                                            وروى جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن ، ولأن الواحد من الإبل عن سبعة ، فكان أفضل من جذع الضأن الذي هو عن واحد . فأما الجواب عن قوله : أفضل الذبح الجذعة من الضأن ، فهو أنه أراد أفضل من المعز ، لأنهم كانوا يضحون بالغنم ويهدون الإبل ، فإذا ثبت أن الثني من الإبل أفضل ، فهو لمن أراد أن ينفرد بنحره ، فأما إذا اشترك فيه سبعة ليكون كل واحد منهم مضحيا بسبعها كانت الجذعة من الضأن أفضل من سبعها .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية