الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي - رحمه الله - : فإذا ذبح ليلا أجزأه .

                                                                                                                                            قال الماوردي : ذبح الأضحية ليلا مكروه لنهي النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الذبح ليلا ، ولأنه ربما أخطأ محل ذبحها بظلمة الليل ، ولأنه يصير مستترا بها والمظاهرة بها أولى ، ولأنه ربما أعوذه المساكين في الليل ، ولأنه ربما تغير اللحم إذا استبقي إلى النهار وصل ، فلهذه المعاني كرهنا ذبحها في الليل ، فإن ذبحها فيه أجزأه .

                                                                                                                                            وقال مالك : لا يجزئه لما قدمناه ولقول الله تعالى : ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام [ الحج : 28 ] . فخص الأيام بها دون الليالي .

                                                                                                                                            ودليلنا : قول الله سبحانه : والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير [ الحج : 36 ] . ولم يفرق بين الليل والنهار فكان على عمومه فيها .

                                                                                                                                            ولأنه من زمان النحر فجازت الأضحية فيه كالنهار .

                                                                                                                                            ولأنه أحد مقصودي الأضحية فجاز ليلا كالتفرقة .

                                                                                                                                            فأما الجواب عن الآية : فهو أن الليالي تبع للأيام .

                                                                                                                                            والنهي محصول علي الكراهة كما نهى عن جداد الثمار في الليل - ما يصنع بلحم الأضحية من حيث الادخار والأكل والطعام والإهداء - .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية