الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          فصل

                                                                                                                          " الفصل " : هو الحجز بين الشيئين ، ومنه فصل الربيع لأنه يحجز بين الشتاء والصيف ، وهو في كتب العلم كذلك أنه يحجز بين أجناس المسائل وأنواعها .

                                                                                                                          " أو غمس يده " .

                                                                                                                          اليد أصلها : يدي ولم تبن مع كونها على حرفين لكون الثالث يعود إليها في التثنية والجمع ، كقوله : يديان بيضاوان عند محرق . وقوله تعالى : غلت أيديهم ( المائدة 64 ) وأيديكم إلى المرافق ( المائدة 6 ) واليد حقيقة في اليد إلى المنكب ثم تستعمل في غير ذلك بقرينة ففي الوضوء [ ص: 8 ] خرج ما فوق المرفق بقوله : إلى المرافق وفي السرقة إلى الكوع بقرينة قطعه صلى الله عليه وسلم من الكوع ، وكذا هنا المراد : إلى الكوع ، فلو أدخل ما فوق ذلك في الماء لم يؤثر فيه شيئا ، وإدخال بعض اليد كإدخال جميعها في وجه ، ولها فروع لا يحتملها هذا المختصر .

                                                                                                                          " بولا أو عذرة " .

                                                                                                                          المراد بول الآدميين وعذرتهم .

                                                                                                                          " قلتين " .

                                                                                                                          واحدتهما : قلة وهي الجرة ، سميت بذلك لأن الرجل العظيم يقلها بيديه ؛ أي يرفعها . يقال : قل الشيء وأقله إذا رفعه .

                                                                                                                          " خمسمائة رطل " .

                                                                                                                          الرطل : الذي يوزن به بكسر الراء ويجوز فتحها ، حكاهما يعقوب عن الكسائي وللعلماء في مقدار الرطل العراقي ثلاثة أقوال أصحها : أنه مائة درهم وثمانية وعشرون درهما وأربعة أسباع درهم . والثاني : مائة وثمانية وعشرون . والثالث : مائة وثلاثون . فالقلتان إذن بالرطل الدمشقي على القول الأول وعلى الرواية الأولى التي هي الصحيحة مائة رطل وسبعة أرطال وسبع رطل ، وعلى رواية أربعمائة تكون القلتان خمسة وثمانين رطلا وخمسة أسباع رطل .

                                                                                                                          " لم يتحر " التحري : طلب ما هو أحرى [ بالاستعمال ] في غالب ظنه ؛ أي أحق ومنه قوله تعالى : فأولئك تحروا رشدا ( الجن 10 ) ؛ أي توخوا وعمدوا ؛ كله عن الجوهري .

                                                                                                                          " توضأ من كل واحد " .

                                                                                                                          توضأ : مهموز ويجوز ترك همزه كلاهما عن الجوهري . قال شيخنا ابن مالك رحمه الله في نظمه " الأوجز " : توضيت : لغة في توضأت .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية