الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                          [ ص: 331 ] كتاب الخلع

                                                                                                                          الخلع أن يفارق امرأته على عوض تبذله له ، وفائدته : تخلصها من الزوج على وجه لا رجعة له عليها ، إلا برضاها ، وعقد جديد . وهل هو فسخ أو طلاق ؛ على التفصيل المذكور في الباب . يقال : خلع امرأته خلعا ، وخالعها مخالعة ، واختلعت هي منه ، فهي خالع ، وأصله : من خلع الثوب .

                                                                                                                          " ومع الأجنبي " .

                                                                                                                          مثاله : أن يقول الأجنبي : اخلع زوجتك على كذا ، فيفعل ، فيصح الخلع ، ويلزمه العوض .

                                                                                                                          " على رضاع ولده " .

                                                                                                                          أي : على إرضاعها إياه ، ورضاع : مصدر رضع رضاعا ، فكأنه قال : على أن ترضع ولدها منها عامين بإرضاعها .

                                                                                                                          " على هروي فبان مرويا " .

                                                                                                                          الهروي : منسوب إلى هراة : كورة من كور العجم ، تكلمت بها العرب ، ومروي : بسكون الراء : منسوب إلى مرو ، وهو بلد ، والنسبة إليه مروزي على غير قياس ، وثوب مروي على القياس .

                                                                                                                          " حاباها " .

                                                                                                                          تقدم في الحجر والشركة .

                                                                                                                          " فهو من رأس المال " .

                                                                                                                          المراد : أنه حاباها في نفس الخلع ، مثل أن سألته الخلع على ألف ، فخلعها على مائة ، فهذه المحاباة غير معتبرة من الثلث ، لأن له أن يطلقها بغير عوض ، فبالعوض اليسير بطريق الأولى ، ولا يصح حمل هذه العبارة على أنه خالعها وحاباها في شيء آخر ، مثل أن خالعها ، ثم باعها ما قيمته ألف : بخمسمائة لوجهين .

                                                                                                                          أحدهما : أن المحاباة مع الأجنبي ، من الثلث ، لا من رأس المال ، والمخالعة : قصاراها أن يكون كالأجنبي .

                                                                                                                          [ ص: 332 ]

                                                                                                                          والثاني : أنهم قد أفردوا هذه المسألة ، فقالوا : وإن طلقها في مرض موته ، أو وصى لها بأكثر من ميراثها ، لم تستحق أكثر من ميراثها ، ومحاباتها في البيع في معنى الوصية ، والله أعلم .

                                                                                                                          " بمهرها فما دون أو بما عينته فما دون " .

                                                                                                                          " دون " في الموضعين : مبني . على الضم لنية الإضافة .

                                                                                                                          " حال البينونة " .

                                                                                                                          البينونة : مصدر بان يبين بينا وبينونة : إذا ذهب وزال ، فحال الفراق حال بينونة ، والله أعلم .

                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                          الخدمات العلمية