الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
المسألة الثالثة

[ في تأثير الذكاة في المريضة ]

واختلفوا في تأثير الذكاة في البهيمة التي أشرفت على الموت من شدة المرض بعد اتفاقهم على عمل الذكاة في التي تشرف على الموت : فالجمهور على أن الذكاة تعمل فيها ، وهو المشهور عن مالك ، وروي عنه أن الذكاة لا تعمل فيها .

وسبب الخلاف معارضة القياس للأثر .

فأما الأثر : فهو ما روي : " أن أمة لكعب بن مالك كانت ترعى غنما بسلع فأصيب شاة منها ، فأدركتها فذكتها بحجر ، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : كلوها " خرجه البخاري ، ومسلم .

وأما القياس : فلأن المعلوم من الذكاة أنها إنما تفعل في الحي وهذه في حكم الميت وكل من أجاز ذبحها فإنهم اتفقوا على أنه لا تعمل الذكاة فيها إلا إذا كان فيها دليل على الحياة .

واختلفوا فيما هو الدليل المعتبر في ذلك ، فبعضهم اعتبر الحركة وبعضهم لم يعتبرها ، والأول مذهب أبي هريرة ، والثاني مذهب زيد بن ثابت ; وبعضهم اعتبر فيها ثلاث حركات : طرف العين وتحريك الذنب والركض بالرجل ، وهو مذهب سعيد بن المسيب ، وزيد بن أسلم ، وهو الذي اختاره محمد بن المواز وبعضهم شرط مع هذه التنفس ، وهو مذهب ابن حبيب .

التالي السابق


الخدمات العلمية