الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ مقدمة ]

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 33 ] بسم الله الرحمن الرحيم [ رب يسر وأعن ]

                                                                                                                                                                                                                                      [ قال الشيخ الإمام الأجل السيد محيي السنة ناصر الحديث ركن الدين أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء رحمه الله ]

                                                                                                                                                                                                                                      الحمد لله ذي العظمة والكبرياء ، والعزة والبقاء ، والرفعة والعلاء ، والمجد والثناء ، تعالى عن الأنداد والشركاء ، وتقدس عن الأمثال والنظراء ، والصلاة على نبيه وصفيه محمد خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء عدد ذرات الثرى ونجوم السماء والحمد لله الملك السلام المؤمن المهيمن العلام شارع الأحكام ذي الجلال والإكرام الذي أكرمنا بدين الإسلام ومن علينا بنبينا محمد عليه التحية والسلام وأنعم علينا بكتابه المفرق بين الحلال والحرام والصلاة والسلام على حبيبه وخيرته من خلقه محمد سيد الأنام عدد ساعات الليالي والأيام وعلى آله وأصحابه نجوم الظلام ، وعلى جميع الأنبياء والملائكة البررة الكرام .

                                                                                                                                                                                                                                      أما بعد :

                                                                                                                                                                                                                                      فإن الله جل ذكره أرسل رسوله بالهدى ودين الحق رحمة للعالمين ، وبشيرا للمؤمنين ، ونذيرا للمخالفين ، أكمل به بنيان النبوة وختم به ديوان الرسالة وأتم به مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال وأنزل عليه بفضله نورا هدى به من الضلالة ، وأنقذ به من الجهالة ، وحكم بالفلاح لمن تبعه ، وبالخسارة لمن أعرض عنه بعدما سمعه أعجز الخليقة عن معارضته وعن الإتيان بسورة من مثله في مقابلته ، وسهل على الخلق مع إعجازه تلاوته ويسر على الألسن قراءته أمر فيه وزجر وبشر وأنذر وذكر المواعظ ليتذكر وقص عن أحوال الماضين ليعتبر وضرب فيه الأمثال ليتدبر ودل على آيات التوحيد ليتفكر ولا حصول لهذه المقاصد فيه إلا بدراية تفسيره وأعلامه ومعرفة أسباب نزوله وأحكامه والوقوف على ناسخه ومنسوخه وخاصه وعامه ثم هو كلام معجز وبحر عميق لا نهاية لأسرار علومه ولا درك لحقائق معانيه وقد ألف أئمة السلف في أنواع علومه كتبا كل على قدر فهمه ومبلغ علمه نظرا للخلف فشكر الله تعالى سعيهم ورحم كافتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 34 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فسألني جماعة من أصحابي المخلصين وعلى اقتباس العلم مقبلين كتابا في معالم التنزيل وتفسيره فأجبتهم إليه معتمدا على فضل الله تعالى وتيسيره ممتثلا وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال : إن رجالا يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين ، فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيرا "

                                                                                                                                                                                                                                      واقتداء بالماضين من السلف في تدوين العلم إبقاء على الخلف وليس على ما فعلوه مزيد ولكن لا بد في كل زمان من تجديد ما طال به العهد وقصر للطالبين فيه الجد والجهد تنبيها للمتوقفين وتحريضا للمتثبطين .

                                                                                                                                                                                                                                      فجمعت - بعون الله تعالى وحسن توفيقه - فيما سألوا كتابا وسطا بين الطويل الممل والقصير المخل أرجو أن يكون مفيدا لمن أقبل على تحصيله مريدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وما نقلت فيه من التفسير عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حبر هذه الأمة ومن بعده من التابعين وأئمة السلف مثل مجاهد وعكرمة وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري وقتادة وأبي العالية ، ومحمد بن كعب القرظي ، وزيد بن أسلم والكلبي والضحاك ومقاتل بن حيان ومقاتل بن سليمان والسدي ، وغيرهم فأكثرها مما أخبرنا به الشيخ أبو سعيد أحمد بن إبراهيم الشريحي الخوارزمي ، فيما قرأته عليه عن الأستاذ أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي عن شيوخه رحمهم الله .

                                                                                                                                                                                                                                      أما تفسير عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ترجمان القرآن الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم علمه الكتاب " وقال : اللهم فقهه في الدين " قال أبو إسحاق : أخبرنا أبو محمد ابن عبد الله بن حامد أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ثنا عبد الله بن صالح أن معاوية بن صالح حدثه عن علي بن أبي طلحة الوالبي عن عبد الله بن عباس . وقال أنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ثنا عبد الله بن محمد الثقفي أنا أبو جعفر محمد بن نصرويه المازني أنا محمد بن سعيد بن محمد بن الحسن بن عطيه بن سعد العوفي قال حدثني عمي الحسين بن [ ص: 35 ] الحسن بن عطيه حدثني أبي عن جدي عطيه عن ابن عباس . وقال الثعلبي ثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن النيسابوري أنا أحمد بن محمد إبراهيم الصريمي المروزي أنا أبو العباس أحمد بن الخضر الصيرفي أنا أبو داود سليمان بن معبد السنجي أنا علي بن الحسين بن واقد عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير مجاهد بن جبر المكي قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن حامد الأصفهاني قال أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن بطة ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا ثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ثنا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن مجاهد .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير عطاء بن أبي رباح قال : ثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حسن النيسابوري ثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن ياسين بن الجراح الطبري أنا أبو محمد بن بكر بن سهل الدمياطي ثنا عبد الغني بن سعيد الثقفي عن أبي محمد موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح .

                                                                                                                                                                                                                                      أما تفسير الحسن البصري قال حدثني أبو القاسم الحسن بن محمد بن عبد الله بن المكتب حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن الصلت المعروف بابن شنبوذ المقرئ ثنا سعيد بن محمد ثنا المستهل بن واصل عن أبي صالح عن عمرو بن عبيد عن الحسن بن أبي الحسن البصري .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير قتادة قال : أنا أبو محمد عبد الله بن حامد الأصفهاني أنا أبو علي حامد بن محمد بن الهروي ثنا أبو يعقوب إسحاق بن الحسن بن ميمون الحربي ثنا أبو أحمد الحسين بن محمد المروزي ثنا شيبان بن عبد الرحمن النحوي عن قتادة وقال ثنا أبو القاسم الحبيبي أنا أبو زكريا العنبري ثنا جعفر ابن محمد بن سوار أنا محمد بن رافع عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة بن دعامة السدوسي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير أبي العالية واسمه رفيع بن مهران قال ثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن المفسر أنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن منصور العمركي بسرخس ثنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد البصري أنا أبو علي الحسن بن موسى الأزدي عن عمار بن الحسن بن بشير الهمذاني [ ص: 36 ] عن عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع بن أنس عن أبي العالية الرياحي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير القرظي : قال ثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ثنا أبو العباس محمد بن الحسن الهروي ثنا رجاء بن عبد الله أنا مالك بن سليمان الهروي عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير زيد بن أسلم قال أنا الحسن بن محمد بن الحسن قال كتب إلي أحمد بن كامل ابن خلف أن محمد بن جرير الطبري حدثهم قال ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أنا عبد الله بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير الكلبي : فقد قرأت بمرو على الشيخ أبي عبد الله محمد بن الحسن المروزي في شهر رمضان سنة أربع وستين وأربعمائة قال أنا أبو مسعود محمد بن أحمد بن محمد بن يونس الخطيب الكشميهني في محرم سنة خمسين وأربعمائة قال أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن معروف الهرمزفرهي ثنا محمد بن علي الأنصاري المفسر ثنا علي بن إسحاق وصالح بن محمد السمرقندي قالا ثنا محمد بن مروان السدي عن محمد بن السائب الكلبي عن أبي صالح أنا باذان مولى أم هانئ عن ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير الضحاك بن مزاحم الهذلي قال أنا الأستاذ أبو إسحاق الثعلبي ثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السدوسي ثنا أبو عمر أحمد بن محمد العمركي بسرخس ثنا جعفر بن محمد بن سوار ثنا أحمد بن محمد بن جميل المروزي ثنا أبو معاذ عن عبيد الله بن سليمان الباهلي عن الضحاك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير مقاتل بن حيان قال أنا عبد الله بن حامد الوزاني ثنا أحمد بن محمد بن عبدوس ثنا إسماعيل بن قتيبة ثنا أبو خالد يزيد بن صالح الفراء النيسابوري حدثنا بكير بن معروف البلخي الأسدي أبو معاذ عن مقاتل بن حيان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير مقاتل بن سليمان قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المهرجاني أنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسين بن محمد السقطي المعروف بابن أبي رؤبة ثنا عبد الله بن ثابت بن يعقوب المقري أبو محمد قال حدثني أبي حدثني الهذيل بن حبيب أبو صالح الدنداني عن مقاتل بن سليمان .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 37 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأما تفسير السدي قال ثنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن أنا أبو الطيب محمد بن عبد الله ابن مبارك الشعيري ثنا أحمد بن محمد بن نصر اللباد ثنا عمرو بن طلحة القناد عن أسباط عن إسماعيل السدي وما نقلته عن المبتدأ لوهب بن منبه وعن المغازي لمحمد بن إسحاق أبو شعيب فأخبرنيه أبو سعيد الشريحي قال أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي قال أنبأني أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن الأزهري أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن البراء العبدي قال قرأت على أبي عبد الله عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه وأنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف المعقلي ثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي أنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بن يسار المدني وأنا أبو سعيد الشريحي أنا أبو إسحاق الثعلبي أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن أحمد بن عقيل الأنصاري أنا أبو الحسن علي بن الفضل الخزاعي أنا أبو شعيب بن عبد الله بن الحسين الحراني أنا النفيلي أنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق .

                                                                                                                                                                                                                                      فهذه أسانيد أكثر ما نقلته عن هؤلاء الأئمة وهي مسموعة من طرق سواها تركت ذكرها حذرا من الإطالة وربما حكيت عنهم وعن غيرهم من الصحابة أو التابعين قولا سمعته بغير هذه الأسانيد بل أذكر أسانيد بعضها في موضعه من الكتاب إن شاء الله تعالى .

                                                                                                                                                                                                                                      ثم إن الناس كما أنهم متعبدون باتباع أحكام القرآن وحفظ حدوده فهم متعبدون بتلاوته وحفظ حروفه على سنن خط المصحف الإمام الذي اتفقت عليه الصحابة وأن لا يجاوزوا فيما يوافق الخط عما قرأ به القراء المعروفون الذين خلفوا الصحابة والتابعين واتفقت الأئمة على اختيارهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وقد ذكرت في الكتاب قراءات من اشتهر منهم بالقراءة واختياراتهم على ما قرأته على الإمام أبي نصر محمد بن أحمد بن علي المروزي رحمه الله تلاوة ورواية قال قرأت على أبي القاسم طاهر بن علي الصيرفي قال قرأت على أبي بكر أحمد بن الحسين بن مهران بإسناده المذكور في كتابه المعروف بكتاب الغاية وهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع وأبو عبد الرحمن نافع بن عبد الرحمن المدنيان وأبو معبد عبد الله بن كثير الداري المكي وأبو عمران عبد الله بن عامر الشامي وأبو عمرو زبان بن العلاء المازني وأبو محمد يعقوب بن إسحاق الحضرمي البصريان وأبو بكر عاصم بن أبي النجود الأسدي وأبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات وأبو الحسن علي بن حمزة الكسائي الكوفيون فأما أبو جعفر فإنه أخذ القراءة عن عبد الله بن عباس وأبي هريرة وغيرهما وهم قرأوا على أبي بن كعب وأما نافع فإنه قرأ على أبي جعفر القارئ وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وشيبة بن نصاح وغيرهم من التابعين الذين قرأوا [ ص: 38 ] على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقال الأعرج قرأت على أبي هريرة ، وقرأ أبو هريرة على أبي بن كعب .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما عبد الله بن كثير فإنه قرأ على مجاهد بن جبر وقرأ مجاهد على ابن عباس وقرأ ابن عباس على أبي ابن كعب وقرأ أبي بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما أبو عمرو فإنه قرأ على مجاهد وسعيد بن جبير وهما قرآ على ابن عباس وقرأ ابن عباس على أبي ابن كعب وقرأ أبي بن كعب على رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما عبد الله بن عامر فإنه قرأ على المغيرة بن شهاب المخزومي وقرأ المغيرة على عثمان بن عفان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما عاصم فإنه قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وقرأ أبو عبد الرحمن على علي بن أبي طالب قال عاصم : وكنت أرجع من عند أبي عبد الرحمن فأقرأ على زر بن حبيش وكان زر قد قرأ على عبد الله بن مسعود .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما حمزة فإنه قرأ على عبد الرحمن بن أبي ليلى وسليمان الأعمش وحمران بن أعين وغيرهم . وقرأ عبد الرحمن بن أبي ليلى على جماعة من أصحاب علي وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى على جماعة من أصحاب عبد الله وقرأ حمران على أبي الأسود الدؤلي وقرأ أبو الأسود الدؤلي على عثمان وعلي .

                                                                                                                                                                                                                                      وأما الكسائي فإنه قرأ على حمزة وأما يعقوب فإنه قرأ على أبي المنذر سلام بن سليمان الخراساني ، وقرأ سلام على عاصم .

                                                                                                                                                                                                                                      فذكرت قراءات هؤلاء للاتفاق على جواز القراءة بها وما ذكرت من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثناء الكتاب على وفاق آية أو بيان حكم فإن الكتاب يطلب بيانه من السنة وعليهما مدار الشرع وأمور الدين - فهي من الكتب المسموعة للحفاظ وأئمة الحديث وأعرضت عن ذكر المناكير وما لا يليق بحال التفسير فأرجو أن يكون مباركا على من أراده وبالله التوفيق .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية