الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                    صفحة جزء
                    ( ما تعرضت له القدرية من العلماء والحكام )

                    ثم انطمرت هذه المقالة ، وانجحر من أظهرها في جحره ، وصار من اعتقدها جليس منزله ، وخبأ نفسه في السرداب كالميت في قبره ؛ خوفا من القتل والصلب والنكال والسلب من طلب الأئمة لهم ؛ لإقامة حدود الله - عز وجل - فيهم ، وقد أقاموا في كثير منهم ، ونذكر في مواضعه أساميهم ، وحث العلماء على طلبهم ، وأمروا المسلمين بمجانبتهم ، ونهوهم عن مكالمتهم والاستماع إليهم والاختلاط بهم ؛ لسلامة أديانهم ، وشهروهم عندهم بما انتحلوا من آرائهم الحديثة ، ومذاهبهم الخبيثة ؛ خوفا من مكرهم أن يضلوا مسلما عن دينه بشبهة وامتحان ، أو بزخرف قول من لسان ، وكانت حياتهم كوفاة ، [ ص: 17 ] وأحياؤهم عند الناس كالأموات ، المسلمون منهم في راحة ، وأديانهم في سلامة ، وقلوبهم ساكنة ، وجوارحهم هادية ، وهذا حين كان الإسلام في نضارة ، وأمور المسلمين في زيادة .

                    التالي السابق


                    الخدمات العلمية