الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ولما انتهى الكلام على العلم ، وكان الجهل ضدا له استطرد الكلام إلى ذكره ، وذكر ما يتنوع إليه ، فقال ( والاعتقاد الفاسد ) من حيث حقيقته ( تصور الشيء على غير هيئته ، و ) من حيث تسميته ( هو الجهل المركب ) لأنه مركب من عدم العلم بالشيء ، ومن الاعتقاد الذي هو غير مطابق لما في الخارج .

والجهل نوعان : مركب ، وهو ما تقدم ( و ) الثاني من نوعي الجهل هو ( البسيط ) وهو ( عدم العلم ) وهو انتفاء إدراك الشيء بالكلية . فمن سئل : هل تجوز الصلاة بالتيمم عند عدم الماء ؟ فقال : لا ، كان ذلك جهلا مركبا من عدم العلم بالحكم ، ومن الفتيا بالحكم الباطل ، وإن قال : لا أعلم ، كان ذلك جهلا بسيطا ( ومنه ) أي ومن الجهل البسيط ( سهو ، وغفلة ، ونسيان ) والجميع ( بمعنى ) واحد عند كثير من العلماء ( و ) ذلك المعنى ( هو ذهول القلب عن معلوم ) قال الجوهري : السهو الغفلة ، وقال في القاموس : سها في الأمر : نسيه وغفل عنه ، وذهب قلبه إلى غيره ، فهو ساه وسهوان ، وقال : غفل عنه غفولا : تركه وسها عنه ، انتهى .

التالي السابق


الخدمات العلمية