الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ 4 ] عن nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص بن عاصم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=661981كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع .
قلت : أكثر الناس يرسله عن حفص : لا يذكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، فأسنده الرازي وحده وهو ثقة .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، nindex.php?page=showalam&ids=10وابن مسعود : nindex.php?page=treesubj&link=18985بحسب المرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : اعلم أنه ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا وهو يحدث بكل ما سمع .
- وعن nindex.php?page=showalam&ids=16006سفيان بن حسين ، قال : سألني nindex.php?page=showalam&ids=12444إياس بن معاوية ، قال : إني أراك قد كلفت بعلم القرآن ، فاقرأ علي سورة وفسر حتى أنظر فيما علمت ، قال : ففعلت ، فقال لي : احفظ علي ما أقول لك : إياك والشناعة في الحديث ! فإنه قلما حملها أحد إلا ذل [في] نفسه ، وكذب في حديثه .
- وعن nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود ; أنه قال : ما أنت بمحدث قوما حديثا [لا] تبلغه عقولهم ، إلا كان لبعضهم فتنة .
[ ص: 116 ] (3) ومن باب النهي عن أن يحدث محدث بكل ما سمع .
(قوله عليه الصلاة والسلام : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ") : هذا الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في كتابه من طريقين :
أحدهما : طريق nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص بن عاصم ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=657014كفى بالمرء كذبا . " الحديث مرسلا عن حفص ، ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ; هكذا وقع عند كافة رواة كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ووقع عند أبي العباس الرازي - وحده - في هذا الإسناد : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فأسنده .
ثم أردف nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الطريق الآخر : عن علي بن حفص المدائني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن خبيب ، عن حفص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله ، قال علي بن عمر الدارقطني : والصواب المرسل .
[ ص: 117 ] والباء في " بالمرء " : زائدة هنا على المفعول ، وفاعل " كفى " : أن يحدث ، وقد ترد هذه الباء على فاعل كفى ; كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79وكفى بالله شهيدا [ النساء : 79 ] وكذبا وشهيدا : منصوبان على التمييز .
ومعنى الحديث : أن nindex.php?page=treesubj&link=18993_18988من حدث بكل ما سمع ، حصل له الحظ الكافي من الكذب ; فإن الإنسان يسمع الغث والسمين ، والصحيح والسقيم ، فإذا حدث بكل ذلك ، حدث بالسقيم وبالكذب ، ثم يحمل عنه ، فيكذب في نفسه أو يكذب بسببه .
ولهذا أشار nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بقوله : ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا ، أي إذا وجد الكذب في روايته ، لم يوثق بحديثه ، وكان ذلك جرحه فيه ; فلا يصلح ليقتدي به أحد ولو كان عالما ، فلو بين الصحيح من السقيم ، والصادق من الكاذب سلم من ذلك ، وتقصى عن عهدة ما يجب عليه من النصيحة الدينية .
و (قوله : " إني أراك قد كلفت بعلم القرآن ") هو بكسر اللام من الكلف بالشيء ، وهو الولوع به ، والمحبة له ، والاعتناء به ; وهكذا صحت روايتنا فيه ، وقد روي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : علقت ، وهو من العلاقة ، وهي المحبة .
والشناعة في الحديث : هو ما يستقبح ، ويستنكر ; يقال : شنعت بالشيء ، أي : أنكرته ، بكسر النون ، وشنع الشيء بضمها : قبح في نفسه ، وشنعت على الرجل مشددا : إذا ذكرت عنه قبيحا ; حذره بهذا القول عن أن يحدث الأحاديث المنكرة ، فيكذب ويزل .
[ ص: 118 ] و (قوله : " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم ، إلا كان لبعضهم فتنة ") أي : حديثا لا يفهمونه ولا يدركون معناه .
والفتنة هنا : الضلال والحيرة ، وهي تتصرف في القرآن على أوجه متعددة ، وأصلها : الامتحان والاختبار ; ومنه قولهم : فتنت الذهب بالنار : إذا اختبرته بها ، وهذا نحو مما قال في حديث آخر : " حدثوا الناس بما يفهمون ; أتريدون أن يكذب الله ورسوله " ؟!
[ ص: 116 ] (3) ومن باب النهي عن أن يحدث محدث بكل ما سمع .
(قوله عليه الصلاة والسلام : " كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ") : هذا الحديث رواه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في كتابه من طريقين :
أحدهما : طريق nindex.php?page=showalam&ids=16349عبد الرحمن بن مهدي ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15728حفص بن عاصم ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=657014كفى بالمرء كذبا . " الحديث مرسلا عن حفص ، ولم يذكر nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ; هكذا وقع عند كافة رواة كتاب nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، ووقع عند أبي العباس الرازي - وحده - في هذا الإسناد : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، فأسنده .
ثم أردف nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم الطريق الآخر : عن علي بن حفص المدائني ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن خبيب ، عن حفص ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله ، قال علي بن عمر الدارقطني : والصواب المرسل .
[ ص: 117 ] والباء في " بالمرء " : زائدة هنا على المفعول ، وفاعل " كفى " : أن يحدث ، وقد ترد هذه الباء على فاعل كفى ; كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=79وكفى بالله شهيدا [ النساء : 79 ] وكذبا وشهيدا : منصوبان على التمييز .
ومعنى الحديث : أن nindex.php?page=treesubj&link=18993_18988من حدث بكل ما سمع ، حصل له الحظ الكافي من الكذب ; فإن الإنسان يسمع الغث والسمين ، والصحيح والسقيم ، فإذا حدث بكل ذلك ، حدث بالسقيم وبالكذب ، ثم يحمل عنه ، فيكذب في نفسه أو يكذب بسببه .
ولهذا أشار nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك بقوله : ليس يسلم رجل حدث بكل ما سمع ، ولا يكون إماما أبدا ، أي إذا وجد الكذب في روايته ، لم يوثق بحديثه ، وكان ذلك جرحه فيه ; فلا يصلح ليقتدي به أحد ولو كان عالما ، فلو بين الصحيح من السقيم ، والصادق من الكاذب سلم من ذلك ، وتقصى عن عهدة ما يجب عليه من النصيحة الدينية .
و (قوله : " إني أراك قد كلفت بعلم القرآن ") هو بكسر اللام من الكلف بالشيء ، وهو الولوع به ، والمحبة له ، والاعتناء به ; وهكذا صحت روايتنا فيه ، وقد روي من طريق nindex.php?page=showalam&ids=16935الطبري : علقت ، وهو من العلاقة ، وهي المحبة .
والشناعة في الحديث : هو ما يستقبح ، ويستنكر ; يقال : شنعت بالشيء ، أي : أنكرته ، بكسر النون ، وشنع الشيء بضمها : قبح في نفسه ، وشنعت على الرجل مشددا : إذا ذكرت عنه قبيحا ; حذره بهذا القول عن أن يحدث الأحاديث المنكرة ، فيكذب ويزل .
[ ص: 118 ] و (قوله : " ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم ، إلا كان لبعضهم فتنة ") أي : حديثا لا يفهمونه ولا يدركون معناه .
والفتنة هنا : الضلال والحيرة ، وهي تتصرف في القرآن على أوجه متعددة ، وأصلها : الامتحان والاختبار ; ومنه قولهم : فتنت الذهب بالنار : إذا اختبرته بها ، وهذا نحو مما قال في حديث آخر : " حدثوا الناس بما يفهمون ; أتريدون أن يكذب الله ورسوله " ؟!