الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون .

                                                                                                                                                                                                                                      ولقد جاءكم موسى بالبينات : من تمام التبكيت؛ والتوبيخ؛ داخل تحت الأمر؛ لا تكرير لما قص في تضاعيف تعداد النعم التي من جملتها العفو عن عبادة العجل؛ واللام للقسم؛ أي: وبالله لقد جاءكم موسى ملتبسا بالمعجزات الظاهرة؛ التي هي: العصا؛ واليد؛ والسنون؛ ونقص الثمرات؛ والدم؛ والطوفان؛ والجراد؛ والقمل؛ والضفادع؛ وفلق البحر؛ وقد عد منها التوراة؛ وليس بواضح؛ فإن المجيء [ ص: 131 ] بها بعد قصة العجل.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم اتخذتم العجل ؛ أي: إلها؛ من بعده ؛ أي: من بعد مجيئه بها؛ وقيل: من بعد ذهابه إلى الطور؛ فتكون التوراة حينئذ من جملة البينات؛ و"ثم": للتراخي في الرتبة؛ والدلالة على نهاية قبح ما صنعوا؛ وأنتم ظالمون : حال من ضمير "اتخذتم"؛ بمعنى: اتخذتم العجل ظالمين بعبادته؛ واضعين لها في غير موضعها؛ أو بإخلال بحقوق آيات الله (تعالى)؛ أو اعتراض؛ أي: وأنتم قوم عادتكم الظلم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية