الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن [ ص: 1114 ] تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم وهو الذي أحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم إن الإنسان لكفور

                                                                                                                                                                                                                                        (65) أي: ألم تشاهد ببصرك وقلبك نعمة ربك السابغة، وأياديه الواسعة، و أن الله سخر لكم ما في الأرض من حيوانات ونبات وجمادات، فجميع ما في الأرض مسخر لبني آدم، حيواناتها لركوبه وحمله وأعماله وأكله وأنواع انتفاعه، وأشجارها وثمارها يقتاتها، وقد سلط على غرسها واستغلالها، ومعادنها يستخرجها وينتفع بها، والفلك ؛ أي: وسخر لكم الفلك، وهي السفن تجري في البحر بأمره تحملكم، وتحمل تجاراتكم، وتوصلكم من محل إلى محل، وتستخرجون من البحر حلية تلبسونها، ومن رحمته بكم أنه " يمسك السماء أن تقع على الأرض " فلولا رحمته وقدرته لسقطت السماء على الأرض ، فتلف ما عليها، وهلك من فيها إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا .

                                                                                                                                                                                                                                        إن الله بالناس لرءوف رحيم أرحم بهم من والديهم، ومن أنفسهم، ولهذا يريد لهم الخير، ويريدون لها الشر والضر، ومن رحمته أن سخر لهم ما سخر من هذه الأشياء.

                                                                                                                                                                                                                                        (66) وهو الذي أحياكم وأوجدكم من العدم ثم يميتكم بعد أن أحياكم، ثم يحييكم بعد موتكم، ليجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته، إن الإنسان ؛ أي: جنسه إلا من عصمه الله لكفور لنعم الله، كفور بالله، لا يعترف بإحسانه، بل ربما كفر بالبعث وقدرة ربه.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية