الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
5173 حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثني nindex.php?page=showalam&ids=16472ابن وهب أخبرنا nindex.php?page=showalam&ids=16700عمرو أن nindex.php?page=showalam&ids=15956أبا النضر حدثه عن نافع مولى nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة وأبي صالح مولى التوأمة سمعت nindex.php?page=showalam&ids=60أبا قتادة قال nindex.php?page=hadith&LINKID=655068كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فيما بين مكة والمدينة وهم محرمون وأنا رجل حل على فرس وكنت رقاء على الجبال فبينا أنا على ذلك إذ رأيت الناس متشوفين لشيء فذهبت أنظر فإذا هو حمار وحش فقلت لهم ما هذا قالوا لا ندري قلت هو حمار وحشي فقالوا هو ما رأيت وكنت نسيت سوطي فقلت لهم ناولوني سوطي فقالوا لا نعينك عليه فنزلت فأخذته ثم ضربت في أثره فلم يكن إلا ذاك حتى عقرته فأتيت إليهم فقلت لهم قوموا فاحتملوا قالوا لا نمسه فحملته حتى جئتهم به فأبى بعضهم وأكل بعضهم فقلت لهم أنا أستوقف لكم النبي صلى الله عليه وسلم فأدركته فحدثته الحديث فقال لي أبقي معكم شيء منه قلت نعم فقال nindex.php?page=treesubj&link=27152_33594_3452_33207_33261كلوا فهو طعم أطعمكموه الله
[ ص: 529 ]
[ ص: 529 ] قوله ( باب التصيد على الجبال ) هو بالجيم جمع جبل بالتحريك . أورد فيه حديث nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة في قصة الحمار الوحشي لقوله فيه " كنت رقاء على الجبال " وهو بتشديد القاف مهموز أي كثير الصعود عليها .
قوله ( أخبرنا عمرو ) هو ابن الحارث المصري ، وأبو النضر هو المدني واسمه سالم .
قوله ( وأبي صالح ) هو مولى التوأمة واسمه نبهان ، ليس له في nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري إلا هـذا الحديث ، وقرنه بنافع مولى nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة . وغفل الداودي فظن أن أبا صالح هذا هو ولده صالح مولى التوأمة فقال : إنه تغير بآخرة ، فمن أخذ عنه قديما مثل ابن أبي ذئب nindex.php?page=showalam&ids=16700وعمرو بن الحارث فهو صحيح ، وذكر أبو علي الجياني أن أبا أحمد كتب على حاشية نسخته مقابل " وأبي صالح " : هذا خطأ ، يعني أن الصواب عن نافع وصالح ، قال : وليس هو كما ظن ، فإن الحديث محفوظ لنبهان لا لابنه صالح ، وقد نبه على ذلك nindex.php?page=showalam&ids=16390عبد الغني بن سعيد الحافظ ، فإنه سئل عمن روى هذا الحديث فقال " عن صالح مولى التوأمة " ، فقال : هذا خطأ إنما هـو عن نافع وأبي صالح وهو والد صالح ، ولم يأت عنه غير هذا الحديث فلذلك غلط فيه .
والتوأمة ضبطت في بعض النسخ بضم المثناة حكاه عياض عن المحدثين قال : والصواب بفتح أوله ، قال : ومنهم من ينقل حركة الهمزة فيفتح بها الواو ، وحكى ابن التين التومة بوزن الحطمة ولعل هذه الضمة أصل ما حكي عن المحدثين ، وقوله ( رقاء على الجبال " في رواية أبي صالح دون نافع مولى nindex.php?page=showalam&ids=60أبي قتادة ، قال ابن المنير : نبه بهذه الترجمة على جواز ارتكاب المشاق لمن له غرض لنفسه أو لدابته إذا كان الغرض مباحا ، وأن التصيد في الجبال كهو في السهل ، وأن إجراء الخيل في الوعر جائز للحاجة وليس هو من تعذيب الحيوان .