الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : أن الله بريء من المشركين ورسوله . الآية . أخرج ابن أبي حاتم ، عن أبي حيوة في قوله : أن الله بريء من المشركين ورسوله قال : برئ رسوله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتاب "الوقف والابتداء"، [ ص: 241 ] وابن عساكر ، في "تاريخه" عن ابن أبي مليكة قال : قدم أعرابي في زمان عمر فقال : من يقرئني مما أنزل الله على محمد؟ فأقراه رجل "براءة"، فقال : أن الله بريء من المشركين ورسوله . بالجر، فقال الأعرابي : أو قد برئ الله من رسوله؟! إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه . فبلغ عمر مقالة الأعرابي، فدعاه فقال : يا أعرابي، أتبرأ من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال : يا أمير المؤمنين، إني قدمت المدينة ولا علم لي بالقرآن، فسألت : من يقرئني؟ فأقرأني هذا سورة "براءة"، فقال : أن الله بريء من المشركين ورسوله . فقلت : أو قد برئ الله من رسوله؟! إن يكن الله برئ من رسوله فأنا أبرأ منه . فقال عمر : ليس هكذا يا أعرابي . قال : فكيف هي يا أمير المؤمنين؟ فقال : أن الله بريء من المشركين ورسوله فقال الأعرابي : وأنا والله أبرأ مما ما برئ الله ورسوله منه . فأمر عمر بن الخطاب ألا يقرئ الناس إلا عالم باللغة، وأمر أبا الأسود فوضع النحو .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن الأنباري عن عباد المهلبي قال : سمع أبو الأسود الدؤلي رجلا يقرأ : أن الله بريء من المشركين ورسوله . بالجر، فقال : لا أظنني يسعني إلا أن أضع شيئا يصلح به لحن هذا . أو كلاما هذا معناه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية