الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ؛ يروى أنها نزلت في عبد الله بن أبي؛ وكان رأس المنافقين؛ فلما حضرته الوفاة بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأله أحد ثوبيه؛ ليكفن به؛ فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأحدهما؛ فأرسل المنافق إلى رسول الله : أريد الذي كان يلي جلدك من ثيابك؛ فوجه إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك؛ فقيل له فيه : لم وجهت إليه بقميصك يكفن فيه وهو كافر؟ فقال : " إن قميصي لن يغني عنه شيئا من الله؛ وإني أؤمل من الله أن يدخل في الإسلام خلق كثير بهذا السبب " ؛ فيروى أنه أسلم من الخزرج ألف؛ لما رأوه يطلب الاستشفاء بثوب رسول الله؛ وأراد الصلاة عليه؛ [ ص: 464 ] فنزل الوحي عليه - صلى الله عليه وسلم - : ولا تصل على أحد منهم ؛ ويروى أنه - صلى الله عليه وسلم - صلى عليه؛ وإنما مجاز الصلاة عليه أنه كان ظاهره ظاهر الإسلام؛ فأعلمه الله - جل وعز - أنه إذا علم منه النفاق فلا صلاة عليه؛ ولا تقم على قبره ؛ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دفن الميت وقف على قبره؛ ودعا له.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية