الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فإن تابوا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن ماجه ، ومحمد بن نصر المروزي في كتاب "الصلاة"، والبزار، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "شعب الإيمان"، من طريق الربيع بن أنس، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من فارق الدنيا على الإخلاص لله، وعبادته وحده لا شريك له، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فارقها والله عنه راض . قال أنس : وهو دين الله الذي جاءت به الرسل، وبلغوه عن ربهم من قبل هرج الأحاديث، واختلاف الأهواء . قال أنس : وتصديق ذلك في كتاب الله تعالى في آخر ما أنزل : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال : توبتهم خلع الأوثان، وعبادة ربهم . [ ص: 246 ] وأخرج أبو الشيخ عن الحسن : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال : حرمت هذه الآية دماء أهل القبلة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ عن قتادة : فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم قال : فإنما الناس ثلاثة نفر؛ مسلم عليه الزكاة، ومشرك عليه الجزية، وصاحب حرب يأمن بتجارته إذا أعطى عشر ماله .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الحاكم وصححه عن مصعب بن عبد الرحمن، عن أبيه قال : افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، ثم انصرف إلى الطائف، فحاصرهم ثمانية أو سبعة، ثم ارتحل غدوة وروحة، ثم نزل ثم هجر، ثم قال : أيها الناس، إني لكم فرط، وإني أوصيكم بعترتي خيرا، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن عليكم رجلا مني أو كنفسي، فليضربن أعناق مقاتليهم، وليسبين ذراريهم . فرأى الناس أنه يعني أبا بكر أو عمر، فأخذ بيد علي فقال : هذا . [ ص: 247 ] وأخرج ابن سعد عن عبد الرحمن بن الربيع الظفري، وكانت له صحبة، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أشجع تؤخذ صدقته، فجاءه الرسول فرده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذهب إليه، فإن لم يعط صدقته فاضرب عنقه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية