الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                    معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                    كشف المعاني في المتشابه من المثاني

                                                                                                                                                                    ابن جماعة - بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة

                                                                                                                                                                    104 - مسألة :

                                                                                                                                                                    قوله تعالى: وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم وفي إبراهيم: وإذ قال موسى لقومه اذكروا بغير نداء؟

                                                                                                                                                                    [ ص: 149 ] جوابه:

                                                                                                                                                                    أن الخطاب بحرف النداء واسم المنادى أبلغ وأخص في التنبيه على المقصود، وفيه دليل على الاعتناء بالمنادى، وتخصيصه بما يريد أن يقوله له.

                                                                                                                                                                    فلما كانت آية المائدة في ذكر أشرف العطايا من النبوة والملك وإيتاء ما لم يؤت أحدا من العالمين - وهو المن والسلوى - وهم ملتبسون به حالة النداء حق لها وناسب مزيد الاعتناء بالنداء، وتخصيص المنادى، ولذلك أيضا قال: يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة لأن ذلك من أعظم النعم عليهم، فناسب التخصيص بذكر المنادى.

                                                                                                                                                                    ولما كانت آية إبراهيم بذكر ما أنجاهم الله تعالى منه من قبل فرعون وكان ذلك مما مضى زمانه لم يأت فيه بمزيد الاعتناء كما تقدم في المائدة.

                                                                                                                                                                    التالي السابق


                                                                                                                                                                    الخدمات العلمية