الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
القدر المعجز من القرآن

أ- يذهب المعتزلة إلى أن الإعجاز يتعلق بجميع القرآن لا ببعضه ، أو بكل سورة برأسها .

ب- ويذهب بعضهم إلى أن المعجز منه القليل والكثير دون تقييد بالسورة لقوله تعالى : فليأتوا بحديث مثله .

جـ- ويذهب آخرون إلى أن الإعجاز يتعلق بسورة تامة ولو قصيرة ، أو قدرها من الكلام كآية واحدة أو آيات .

ولقد وقع التحدي بالقرآن كله : قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله .

وبعشر سور : فأتوا بعشر سور مثله .

وبسورة واحدة : فأتوا بسورة مثله .

وبحديث مثله : فليأتوا بحديث مثله .

ونحن لا نرى الإعجاز في قدر معين ; لأننا نجده في أصوات حروفه ووقع كلماته ، كما نجده في الآية والسورة ، فالقرآن كلام الله وكفى .

وأيا كان وجه الإعجاز ، أو القدر المعجز فإن الباحث المنصف الذي يطلب الحق إذا نظر في القرآن من أي النواحي أحب : من ناحية أسلوبه ، أو من ناحية علومه ، أو من ناحية الأثر الذي أحدثه في العالم وغير به وجه التاريخ ، أو من تلك النواحي مجتمعة ، وجد الإعجاز واضحا جليا ، ويجدر بنا أن نأتي بكلمة في [ ص: 257 ] هذه النواحي الثلاثة من الإعجاز القرآني : ناحية الإعجاز اللغوي ، وناحية الإعجاز العلمي ، وناحية الإعجاز التشريعي .

التالي السابق


الخدمات العلمية