الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1623 [ ص: 400 ] باب منه

                                                                                                                              وهو في النووي : في ما تقدم ذكره.

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 46 ج7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن ابن بريدة، ، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها. ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم. ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكرا ].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن بريدة) رضي الله عنه، (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها") .

                                                                                                                              هذا من الأحاديث التي تجمع الناسخ والمنسوخ، وهو صريح في نسخ نهي الرجال عن زيارتها.

                                                                                                                              وأجمعوا على أن زيارتها: "سنة" لهم.

                                                                                                                              وأما النساء ففيهن خلاف.

                                                                                                                              [ ص: 401 ] ومن منعهن قال: النساء لا يدخلن في خطاب الرجال.

                                                                                                                              قال النووي : وهو الصحيح عند الأصوليين. انتهى.

                                                                                                                              وأقول: النساء شقائق الرجال، فما شرعه الله تعالى للرجال من هذه الشريعة، فالنساء مثلهم.

                                                                                                                              إلا أن يأتي دليل يدل على إخراجهن من ذلك الشرع العام، كان ذلك مخصصا لهن. كما في هذه المسألة؛ فقد ورد المنع لهن من زيارة القبور، كما أخرجه أحمد، والترمذي : من حديث أبي هريرة :

                                                                                                                              "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعن زوارات القبور". وأخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه.

                                                                                                                              وأخرج أبو داود، والحاكم: (أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى فاطمة بنته، فقال: "ما أخرجك من بيتك؟"، فقالت: أتيت أهل هذا الميت مرحمة على ميتهم. فقال لها: "لعلك بلغت معهم الكدي؟" قالت: معاذ الله! وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر، فقال: "لو بلغت معهم الكدي") ، فذكر تشديدا في ذلك.

                                                                                                                              قال الحاكم: صحيح الإسناد على شرط الشيخين.

                                                                                                                              (ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث، فأمسكوا ما بدا لكم) .

                                                                                                                              سيأتي إيضاحها في بابها، إن شاء الله تعالى.

                                                                                                                              [ ص: 402 ] (ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء، فاشربوا في الأسقية كلها، ولا تشربوا مسكرا) .

                                                                                                                              سبق بيانه في: "كتاب الإيمان"، في حديث "وفد عبد القيس".

                                                                                                                              وستأتي بقيته في "كتاب الأشربة".




                                                                                                                              الخدمات العلمية