الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون

                                                                                                                                                                                                البث: أصعب الهم الذي لا يصبر عليه صاحبه، فيبثه إلى الناس أي: ينشره، ومنه: باثه أمره، وأبثه إياه، ومعنى: إنما أشكو : إني لا أشكو إلى أحد منكم ومن غيركم، إنما أشكو إلى ربي داعيا له وملتجئا إليه، فخلوني وشكايتي، وهذا معنى توليه عنهم، أي: فتولى عنهم إلى الله والشكاية إليه، وقيل: دخل على يعقوب جار له فقال: يا يعقوب، قد تهشمت، وفنيت، وبلغت من السن ما بلغ أبوك! فقال: هشمني وأفناني ما ابتلاني الله به من هم يوسف، فأوحى الله إليه: يا يعقوب، أتشكوني إلى خلقي؟ قال: يا رب، خطيئة أخطأتها فاغفر لي، فغفر له، فكان بعد ذلك إذا سئل قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ، وروي أنه أوحي إلى يعقوب: إنما وجدت عليكم لأنكم ذبحتم شاة، فقام ببابكم مسكين فلم تطعموه، وإن أحب خلقي إلي الأنبياء، ثم المساكين، فاصنع طعاما وادع عليه المساكين، وقيل: اشترى جارية مع ولدها، فباع ولدها فبكت حتى عميت، وأعلم من الله ما لا تعلمون أي: أعلم من صنعه ورحمته وحسن ظني به أنه يأتيني بالفرج من حيث لا أحتسب، وروي أنه رأى ملك الموت في منامه فسأله: هل قبضت روح يوسف ؟ فقال: لا والله هو حي فاطلبه، وقرأ الحسن: "وحزني" بفتحتين، "وحزني" بضمتين: قتادة .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية