الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : لن يقبل الله الدماء وإنما يقبل التقوى ، وهذا قول علي بن عيسى .

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني : معناه لن يصعد إلى الله لحومها ولا دماؤها ، لأنهم كانوا في الجاهلية إذا ذبحوا بدنهم استقبلوا الكعبة بدمائها فيضجعونها نحو البيت ، فأراد المسلمون فعل ذلك ، فأنزل الله تعالى : لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم أي يصعد إليه التقوى والعمل الصالح ، وهذا قول ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        كذلك سخرها لكم أي ذللها لكم يعني الأنعام .

                                                                                                                                                                                                                                        لتكبروا الله على ما هداكم يحتمل وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : يعني التسمية عند الذبح .

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني : لتكبروا عند الإحلال بدلا من التلبية في الإحرام .

                                                                                                                                                                                                                                        على ما هداكم أي ما أرشدكم إليه من حجكم .

                                                                                                                                                                                                                                        وبشر المحسنين يحتمل وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : بالقبول .

                                                                                                                                                                                                                                        والثاني : بالجنة .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 29 ]

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية