الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        معلومات الكتاب

                                        إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

                                        ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

                                        صفحة جزء
                                        385 - الحديث السادس : عن أبي ثعلبة رضي الله عنه قال { حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الحمر الأهلية . }

                                        386 - الحديث السابع : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال { دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة ، فأتي بضب محنوذ فأهوى إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ، فقال بعض النسوة [ ص: 667 ] اللاتي في بيت ميمونة : أخبروا رسول الله بما يريد أن يأكل فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ، فقلت : أحرام هو يا رسول الله ؟ قال : لا ، ولكنه لم يكن بأرض قومي ، فأجدني أعافه ، قال خالد : فاجتررته ، فأكلته . والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر } .

                                        التالي السابق


                                        قال رضي الله عنه " المحنوذ " المشوي بالرضيف ، وهي الحجارة المحماة . فيه دليل على جواز أكل الضب لقوله صلى الله عليه وسلم لما سئل " أحرام هو ؟ قال : لا " ، ولتقرير النبي صلى الله عليه وسلم على أكله ، مع العلم بذلك ، وهو أحد الطرق الشرعية في الأحكام - أعني الفعل ، والقول ، والتقرير مع العلم .

                                        وفيه دليل على الإعلام بما يشك في أمره ، ليتضح الحال فيه ، فإن كان يمكن أن لا يعلم النبي صلى الله عليه وسلم عين ذلك الحيوان ، وأنه ضب فقصد الإعلام بذلك ، ليكونوا على يقين من إباحته ، إن أكله أو أقر عليه . وفيه دليل على أن ليس مطلق النفرة وعدم الاستطابة دليلا على التحريم ، بل أمر مخصوص من ذلك ، إن قيل : إن ذلك من أسباب التحريم ، أعني الاستخباث ، كما يقول الشافعي .




                                        الخدمات العلمية