الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          باب الحاء والتاء وما يثلثهما

                                                          ( حتر ) الحاء والتاء والراء أصلان : أحدهما إطافة الشيء بالشيء واستدارة منه حوله ، والثاني تقليل شيء وتزهيده .

                                                          فالأول الحتار : ما استدار بالعين من باطن الجفن ، وجمعه حتر . وحتار الظفر : ما أحاط به . ومن الباب الحتار ، وهو هدب الشقة وكفتها ، والجمع حتر . قال أبو زيد الكلابي : الحتر ما يوصل بأسفل الخباء إذا ارتفع عن الأرض وقلص ليكون سترا . ويقال حترت البيت . وقال بعض أهل اللغة : الحتر تحديق العين عند النظر إلى الشيء . وقال حتر يحتر حترا ; وهو قياس الباب . ومن الباب أحترت العقدة ، إذا أحكمت عقدها وهو من الأول ; لأن العقد لا يكون إلا وقد دار شيء على شيء .

                                                          والأصل الثاني : أحترت القوم وللقوم ، إذا فوت عليهم طعامهم . قال الشنفرى :

                                                          [ ص: 134 ]

                                                          وأم عيال قد شهدت تقوتهم إذا أطعمتهم أحترت وأقلت

                                                          ويقال الحترة الوكيرة . يقال حتر لنا . وليس ببعيد ; لأن الوكيرة أقل الولائم والدعوات . ويقولون : إن الحترة رضعة . ويقولون : ما حترت اليوم شيئا أي ما ذقت . قال الشاعر :


                                                          أنتم السادة الغيوث إذا البا     زل لم يمس سقبها محتورا

                                                          يقول : لم يكن لها لبن كثير ، ولا لها لبن قليل ترضعه سقبها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية