الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          أ م ن : ( الأمان ) و ( الأمنة ) بمعنى ، وقد ( أمن ) من باب فهم وسلم و ( أمانا ) و ( أمنة ) بفتحتين فهو ( آمن ) و ( آمنه ) غيره من ( الأمن ) و ( الأمان ) . و ( الإيمان ) التصديق والله تعالى ( المؤمن ) لأنه ( آمن ) عباده من أن يظلمهم . وأصل آمن أأمن بهمزتين لينت الثانية ، ومنه المهيمن وأصله مؤأمن لينت الثانية وقلبت ياء كراهة اجتماعهما وقلبت الأولى هاء كما قالوا أراق الماء وهراقه . و ( الأمن ) ضد الخوف و ( الأمنة ) الأمن كما مر ، ومنه قوله تعالى : أمنة نعاسا [ ص: 23 ] والأمنة أيضا الذي يثق بكل أحد وكذا الأمنة بوزن الهمزة . و ( أمنه ) على كذا و ( أتمنه ) بمعنى وقرئ ما لك لا تأمنا على يوسف بين الإدغام والإظهار . وقال الأخفش : والإدغام أحسن وتقول ( اؤتمن ) فلان على ما لم يسم فاعله فإن ابتدأت به صيرت الهمزة الثانية واوا وتمامه في الأصل . و ( استأمن ) إليه دخل في أمانه . وقوله تعالى : وهذا البلد الأمين . قال الأخفش : يريد البلد الآمن وهو من الأمن . قال : وقيل : ( الأمين والمأمون ) . و ( أمين ) في الدعاء يمد ويقصر وتشديد الميم خطأ وقيل معناه كذلك فليكن وهو مبني على الفتح مثل أين وكيف لاجتماع الساكنين ، وتقول منه ( أمن ) فلان ( تأمينا ) .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية