الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 122 ) فصل : فإن غمس يده في الإناء قبل غسلها ، فعلى قول من لم يوجب غسلها ، لا يؤثر غمسها شيئا ، ومن أوجبه قال : إن كان الماء كثيرا يدفع النجاسة عن نفسه ، لم يؤثر أيضا ; لأنه يدفع الخبث عن نفسه ، وإن كان يسيرا ، فقال أحمد : أعجب إلي أن يهريق الماء ، فيحتمل أن تجب إراقته ، وهو قول الحسن لأن النهي عن غمس اليد فيه يدل على تأثيره فيه ، وقد روى أبو حفص عمر بن المسلم العكبري في الخبر زيادة عن النبي صلى الله عليه وسلم : { فإن أدخلها قبل الغسل أراق الماء } .

                                                                                                                                            ويحتمل أن لا تزول طهوريته ولا تجب إراقته ; لأن طهورية الماء كانت ثابتة بيقين ، والغمس المحرم لا يقتضي إبطال طهورية الماء ; لأنه إن كان لوهم النجاسة ، فالوهم لا يزول به يقين الطهورية ; لأنه لم يزل يقين الطهارة ، فكذلك لا يزيل الطهورية ، فإننا لم نحكم بنجاسة اليد ولا الماء ; ولأن اليقين لا يزول بالشك فبالوهم أولى ، وإن كان تعبدا فنقتصر على مقتضى الأمر والنهي ، وهو وجوب الغسل وتحريم الغمس ، ولا يعدى إلى غير ذلك ، ولا يصح قياسه على رفع الحدث ; لأن هذا ليس بحدث ; ولأن من شرط تأثير غمس المحدث أن ينوي رفع الحدث ، ولا فرق هاهنا بين أن ينوي أو لا ينوي . وقال أبو الخطاب : إن غمس يده في الماء قبل غسلها ، فهل تبطل طهوريته ؟ على روايتين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية