الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ولن يتمنوه أبدا بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله (تعالى): ولن يتمنوه أبدا : كلام مستأنف؛ غير داخل تحت الأمر؛ سيق من جهته - سبحانه - لبيان ما يكون منهم من الإحجام عما دعوا إليه؛ الدال على كذبهم في دعواهم؛ بما قدمت أيديهم : بسبب ما عملوا من المعاصي الموجبة لدخول النار؛ كالكفر بالنبي - عليه الصلاة والسلام -؛ والقرآن؛ وتحريف التوراة؛ ولما كانت اليد - من بين جوارح الإنسان - مناط عامة صنائعه؛ ومدار أكثر منافعه؛ عبر بها تارة عن النفس؛ وأخرى عن القدرة؛ والله عليم بالظالمين : أي: بهم؛ وإيثار الإظهار على الإضمار لذمهم؛ والتسجيل عليهم بأنهم ظالمون في جميع الأمور التي من جملتها ادعاء ما ليس لهم؛ ونفيه عن غيرهم؛ والجملة تذييل لما قبلها؛ مقررة لمضمونه؛ أي: عليم بهم؛ وبما صدر عنهم؛ من فنون الظلم؛ والمعاصي؛ المفضية إلى أفانين العذاب؛ وبما سيكون منهم من الاحتراز عما يؤدي إلى ذلك؛ فوقع الأمر كما ذكر؛ فلم يتمن منهم موته أحد؛ إذ لو وقع ذلك لنقل واشتهر؛ وعن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو تمنوا الموت لغص كل إنسان بريقه؛ فمات مكانه؛ وما بقي يهودي على وجه الأرض".

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية