الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ثعع ]

                                                          ثعع : ثععت ثعا وثععا : قئت . وفي الحديث : أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، إن ابني هذا به جنون يصيبه بالغداء والعشاء . فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدره ودعا له فثع ثعة فخرج من جوفه جرو أسود فسعى في الأرض ; قال أبو عبيد : ثع ثعة أي : قاء قاءة ، والثعة المرة الواحدة . وثععت أثع - بكسر الثاء - ثعا كثععت ; عن ابن الأعرابي . قال ابن بري : ثععت أثع ثعا وثععا ; عن ابن الأعرابي ; قال الشاعر :


                                                          عود في ثعه حدثان مولده وإن أسن تعدى غيره كلفا

                                                          وقال ابن دريد : ثع وتع سواء ، وهي مذكورة في التاء ، وقال أبو منصور : إنما هي بالثاء المثلثة لا غير ، وقد رواها الليث بالتاء ، وهو خطأ ، وقد ذكرنا نص لفظه في ترجمة تعع ، في فصل التاء ، قال : وهو من الثعثعة ، والثعثعة : كلام فيه لثغة . وانثع القيء وانتع من فيه انثعاعا : اندفع . وانثع منخراه : هريقا دما ، وكذلك الدم من الجرح أيضا ومن الأنف ، ابن الأعرابي : يقال : ثع يثع وانثع ينثع وانتع ينتع وهاع وأثاع كله إذا قاء . والثعثعة : حكاية صوت القالس ، وقد تثعثع بقيئه وتثعثعه ، والثعثعة : كلام رجل تغلب عليه الثاء والعين ; وقيل : هو الكلام الذي لا نظام له . والثعثع : اللؤلؤ . ويقال للصدف : ثعثع ، وللصوف الأحمر ثعثع أيضا ; قال الأزهري في خطبته فيما عثر فيه على غلط أحمد البشتي : أنه ذكر أن أبا تراب أنشد :


                                                          إن تمنعي صوبك صوب المدمع     يجري على الخد كضئب الثعثع

                                                          فقيد البشتي : الثعثع بكسر الثاءين ، بخطه ثم فسر ضئب الثعثع أنه شيء له حب يزرع فأخطأ في كسر الثاءين وفي التفسير ، والصواب : الثعثع بفتح الثاءين ، وهو صدف اللؤلؤ ، قال ذلك أحمد بن يحيى ومحمد بن يزيد المبرد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية