الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون وهو الذي مد الأرض وجعل فيها رواسي وأنهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشي الليل النهار إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

                                                                                                                                                                                                الله : مبتدأ، و "الذي": خبره، بدليل قوله: وهو الذي مد الأرض ، ويجوز أن يكون صفة، وقوله: يدبر الأمر يفصل الآيات : خبر بعد خبر، وينصره ما تقدمه من ذكر الآيات، رفع السماوات بغير عمد ترونها : كلام مستأنف استشهاد برؤيتهم لها كذلك، وقيل: هي صفة لـ"عمد"، ويعضده قراءة أبي: "ترونه"، وقرئ: "عمد" بضمتين، يدبر الأمر : يدبر أمر ملكوته وربوبيته، يفصل : آياته في كتبه المنزلة، لعلكم بلقاء ربكم توقنون : بالجزاء وبأن هذا المدبر والمفصل لا بد لكم من الرجوع إليه، وقرأ الحسن: "ندبر": بالنون، جعل فيها زوجين اثنين : خلق فيها من جميع أنواع الثمرات زوجين زوجين حين مدها، ثم تكاثرت بعد ذلك وتنوعت، وقيل: أراد بالزوجين: الأسود والأبيض، والحلو والحامض، والصغير والكبير، وما أشبه ذلك من الأصناف المختلفة، يغشي الليل النهار : يلبسه [ ص: 333 ] مكانه، فيصير أسود مظلما بعد ما كان أبيض منيرا، وقرئ: "يغشي" بالتشديد.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية