الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                                                                                                          1008 - مسألة : ولا يحل أكل ما ذبح أو نحر فخرا أو مباهاة لقول الله تعالى : [ ص: 94 ] { أو فسقا أهل لغير الله به } وهذا مما أهل لغير الله به .

                                                                                                                                                                                          وروينا من طريق أحمد بن شعيب أنا قتيبة نا يحيى هو ابن سعيد القطان - عن منصور بن حيان عن عامر بن واثلة أن علي بن أبي طالب قال : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : { لعن الله من لعن والده ، ولعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن الله من آوى محدثا ، ولعن الله من غير منار الأرض } .

                                                                                                                                                                                          ومن طريق سعيد بن منصور نا ربعي بن عبد الله بن الجارود قال : سمعت الجارود بن أبي سبرة يقول : كان رجل من بني رياح يقال له : ابن وثيل هو سحيم - قال : وكان شاعرا نافرا غالبا أبا الفرزدق الشاعر بماء بظهر الكوفة على أن يعقر هذا مائة من إبله وهذا مائة من إبله إذا وردت ، فلما وردت الإبل الماء قاما إليها بالسيوف فجعلا يكسعان عراقيبها ، فخرج الناس على الحمرات يريدون اللحم وعلي بالكوفة فخرج على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ينادي : أيها الناس لا تأكلوا من لحومها فإنها مما أهل بها لغير الله .

                                                                                                                                                                                          وعن عكرمة لا تؤكل ذبيحة ذبحها الشعراء فخرا ورياء ، ولا ما ذبحه الأعراب على قبورهم ، ولا يعلم لعلي رضي الله عنه في هذا مخالف من الصحابة رضي الله عنهم .

                                                                                                                                                                                          وكل ما في هذا الباب فهو برهان على صحة قولنا في الباب الذي قبله من تحريم ذبيحة السارق ، والغاصب ، والمتعدي لأن هؤلاء بلا شك ممن ذبح لغير الله عز وجل ، وذبائحهم ونحائرهم ممن أهل لغير الله تعالى به بيقين ، إذ لا يجوز ألبتة أن يعصي أحد يريد بذلك وجه الله تعالى : وهؤلاء عصاة لله تعالى بلا شك ، مخالفون لأمره في ذلك الذبح نفسه ، وفي ذلك العقر نفسه .

                                                                                                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                                                                                                          الخدمات العلمية