الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وإلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين

                                                                                                                                                                                                                                      85 - وإلى مدين "و" أرسلنا " إلى مدين " وهو اسم قبيلة أخاهم شعيبا يقال له: خطيب الأنبياء لحسن مراجعته قومه، وكانوا أهل بخس للمكاييل والموازين قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم أي: معجزة وإن لم تذكر في القرآن. فأوفوا الكيل والميزان أتموهما، والمراد: فأوفوا الكيل ووزن الميزان، أو يكون "الميزان" كالميعاد، بمعنى المصدر. ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تنقصوا حقوقهم بتطفيف الكيل ونقصان الوزن، وكانوا يبخسون الناس كل شيء في مبايعتهم، و "بخس" يتعدى إلى مفعولين، وهما: الناس، وأشياءهم. تقول: [ ص: 585 ] بخست زيدا حقه، أي: نقصته إياه. ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها بعد الإصلاح فيها، أي: لا تفسدوا فيها بعد ما أصلح فيها الصالحون من الأنبياء والأولياء، وإضافته كإضافة: بل مكر الليل والنهار [سبأ: 33] أي: بل مكركم في الليل والنهار " ذلك " إشارة إلى ما ذكر من الوفاء بالكيل والميزان، وترك البخس، والإفساد في الأرض. خير لكم في الإنسانية، وحسن الأحدوثة، إن كنتم مؤمنين مصدقين لي في قولي.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية