الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 197 ] لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم [68]

                                                                                                                                                                                                                                        فيه خمسة أجوبة فمن أحسنها أن المعنى لولا كتاب من الله سبق بأنه يغفر الصغائر لمن اجتنب الكبائر لعذبكم ، وقيل : المعنى لولا كتاب من الله نزل ، وهو القرآن فآمنتم به فاستحققتم العفو والصفح لعذبكم ، وقيل : المعنى لولا أن الله جل وعز كتب ألا يعذب إلا بعد الإنذار والتقدم لعذبكم ، وقيل : لولا أن الله جل وعز كتب أنه سيحل لكم المغانم لعذبكم والجواب الخامس أن المعنى لولا أن الله جل وعز كتب أنه يغفر لأهل بدر ما تقدم من ذنوبهم وما تأخر لعذبكم ومعنى ( لولا ) في اللغة امتناع شيء لوقوع شيء و ( كتاب ) مرفوع بالابتداء و ( سبق ) في موضع النعت له ولا يكون خبرا لأنه لا يجوز أن يؤتى بخبر لما ارتفع بعد لولا بالابتداء هذا قول سيبويه والتقدير لولا كتاب من الله سبق تدارككم ( لمسكم ) والأصل فيها فعل ثم أدغمت ويجوز الإظهار كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        مهلا أعاذل قد جربت من خلقي أني أجود لأقوام وإن ضننوا



                                                                                                                                                                                                                                        ( فيما أخذتم ) أدغمت الذال في التاء لأن المهموس أخف ويجوز الإظهار هنا .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية