الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم .

                                                                                                                                                                                                                                        يعنى بـ "الناس"؛ ههنا؛ أهل مكة ؛ ويروى أنهم قالوا: "العجب أن الله لم يجد رسولا يرسله إلى الناس إلا يتيم أبي طالب ".

                                                                                                                                                                                                                                        وجائز - والله أعلم - أنهم عجبوا من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنذرهم؛ وبشر الذين آمنوا؛ والإنذار؛ والبشارة؛ متصلان بالبعث؛ والنشور ؛ فعجبوا أن أعلمهم أنهم يبعثون؛ ويجازون بالحسنة؛ والسيئة؛ فقال: أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق عند ربهم

                                                                                                                                                                                                                                        فموضع "أن"؛ الأولى: رفع؛ المعنى: "أكان للناس عجبا وحينا"؛ وموضع "أن"؛ الثانية: نصب بـ "أوحينا"؛ وموضع "أن"؛ المشددة: نصب بـ "بشر"؛ والقراءة [ ص: 6 ] الفتح؛ ويجوز كسرها: "وبشر الذين آمنوا إن لهم قدم صدق عند ربهم"؛ لأن البشارة قول؛ فالمعنى: "قل لهم: إن لهم قدم صدق عند ربهم"؛ ولكنه لا يقرأ بها؛ إلا أن تثبت بها رواية؛ لأن القراءة سنة.

                                                                                                                                                                                                                                        و"القدم الصدق": المنزلة الرفيعة؛ قال الكافرون إن هذا لساحر مبين ؛ و"لساحر مبين"؛ جميعا؛ وإنما قالوا: "لسحر مبين"؛ لما أنذرهم بالبعث؛ والنشور.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية