الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                              السراج الوهاج من كشف مطالب صحيح مسلم بن الحجاج

                                                                                                                              صديق خان - محمد صديق حسن خان القنوجي الظاهري

                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                              1651 (باب الأمر بإرضاء المصدقين)

                                                                                                                              وقال النووي : (باب إرضاء السعاة) .

                                                                                                                              (حديث الباب)

                                                                                                                              وهو بصحيح مسلم \ النووي ص 72 - 73 ج7 المطبعة المصرية

                                                                                                                              [عن جرير بن عبد الله قال: جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن ناسا من المصدقين، يأتوننا فيظلموننا.

                                                                                                                              قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرضوا مصدقيكم".
                                                                                                                              قال جرير: ما صدر عني مصدق منذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو عني راض].

                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                              (الشرح)

                                                                                                                              (عن جرير بن عبد الله ) رضي الله عنه، (قال: جاء ناس من الأعراب، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: إن ناسا من المصدقين، يأتوننا فيظلموننا. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرضوا مصدقيكم") .

                                                                                                                              [ ص: 473 ] "المصدقون" بتخفيف الصاد: هم "السعاة، العاملون على الصدقات".

                                                                                                                              والمعنى: أرضوهم ببذل الواجب، وملاطفتهم، وتلك مشاقهم.

                                                                                                                              قال النووي : وهذا محمول على ظلم، لا يفسق به الساعي. إذ لو فسق لانعزل. ولم يجب الدفع إليه، بل لا يجزي.

                                                                                                                              والظلم: قد يكون بغير معصية. فإنه: مجاوزة الحد. ويدخل في ذلك المكروهات. انتهى.

                                                                                                                              (قال جرير: ما صدر عني مصدق، منذ سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا وهو عني راض) .

                                                                                                                              وفي الرواية الأخرى عنه "رضي الله عنه":

                                                                                                                              (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتاكم المصدق، فليصدر عنكم، وهو عنكم راض" ) .

                                                                                                                              ذكره النووي في باب: (إرضاء الساعي، ما لم يطلب حراما) . وقال: "المصدق: الساعي".

                                                                                                                              ومقصود الحديث: الوصاية بالسعاة، وطاعة ولاة الأمور وملاطفتهم، وجمع كلمة المسلمين، وصلاح ذات البين.

                                                                                                                              وهذا كله، ما لم يطلب جورا.

                                                                                                                              فإذا طلب جورا، فلا موافقة له ولا طاعة. لقوله صلى الله عليه وآله [ ص: 474 ] وسلم في حديث أنس، في صحيح البخاري :

                                                                                                                              "فمن سئلها على وجهها، فليعطها. ومن سئل فوقها، فلا يعط".

                                                                                                                              قال: واختلف أصحابنا، في معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فلا يعط) .

                                                                                                                              وقال أكثرهم: لا يعطي الزيادة. بل يعطي الواجب.

                                                                                                                              وقال بعضهم: لا يعطيه شيئا أصلا؛ لأنه يفسق بطلب الزيادة وينعزل؛ فلا يعطى شيئا. والله أعلم.




                                                                                                                              الخدمات العلمية