الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
105 - ذكر وجوب الإيمان بنزول عيسى ابن مريم عليهما السلام لقتال الدجال ، وقيام الساعة ، والصعق . قال الله عز وجل : ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ) .

1061 - أخبرنا محمد بن سعد ، ثنا يحيى بن محمد البحيري ، (ح) وأخبرنا محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن النضر ، قالا : ثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ ، ثنا أبي ، ثنا شعبة ، عن النعمان بن سالم ، قال : سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعود الثقفي ، يقول : سمعت عبد الله بن عمرو ، وجاءه رجل فقال : ما هذا الحديث الذي تحدث به ؟ ، تقول : إن الساعة تقوم إلى كذا وكذا ؟ ، فقال : سبحان الله ، أو لا إله إلا الله أو كلمة نحوهما ، لقد هممت أن لا أحدث أحدا شيئا أبدا ، إنما قلت : إنكم سترون بعد قليل أمرا عظيما يحرق البيت ويكون ويكون . ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثم يخرج الدجال في أمتي فيمكث " أربعين " ، لا أدري أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما ، " فيبعث الله عيسى ابن مريم عليه السلام كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه ، ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة . ثم يرسل الله عز وجل ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته ، حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه " . قال : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا [ ص: 959 ] . فيتمثل لهم الشيطان فيقول : ألا تستجيبون ؟ ، فيقولون : فماذا تأمرنا ؟ ، فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم ، حسن عيشهم ، ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحدهم إلا أصغى ليتا ورفع ليتا ، قال : فأول من يسمع رجل يلوط حوض إبله . قال : فيصعق ثم يصعق الناس . ثم يرسل الله ، أو قال : ينزل الله ، مطرا كأنه الطل أو الظل " ، نعمان الشاك ، " فتنبت منه أجساد الناس ، ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون . ثم يقال : أيها الناس هلموا إلى ربكم . ( وقفوهم إنهم مسئولون ) . ثم يقال : أخرجوا بعث النار . فيقال : من كم ؟ ، فيقال : من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين . فذلك يوم ( يجعل الولدان شيبا ) ، وذلك يوم ( يكشف عن ساق ) " . ا هـ .

رواه غندر ، عن شعبة وقال فيه : " فلا يبقى أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته " . ا ه . [ ص: 960 ] [ ص: 961 ] [ ص: 962 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية